عبد الرحيم زياد – 24 ساعة
وسط تكتم شديد عن برنامج الزيارة و محاور الاجتماعات و الاتفاقيات التي ستوقع بين الطريفين، يقوم وفد عسكري مغربي برئاسة المفتش العام للجيش المغربي “عبد الفتاح الوراق” بزيارة إلى دولة موريتانيا من أجل عقد الاجتماع العسكري الثاني بين البلدين الذي وصفته منابر موريتانية بالرفيع، في ظل ما تعرفه المنطقة من تطورات ميدانية جد متسارعة، و دخول واشنطن على خط الصراع لترجيح كفة الرباط التي قررت القيام بعملية عسكرية نوعية ضمت على إثرها الكركرات، و أنشأت بها جدارا جديدا بالتماس مع الحدود الموريتانية، دون أن تتحرك نواكشوط أو تعبر عن موقف رافض للتحرك العسكري المغربي، مما يعكس رضاها عن الأمر.
ويرأس كبير عسكريي المملكة وفدا من كبار القادة إلى نواكشوط، في زيارة ستدوم لمدة ثلاثة أيام، و حسب الأخبار التي تنسب إلى مصادر موريتانية، فإن الاجتماعات ستكون بغاية السرية و سيجري خلاله التباحث حول التطورات العسكرية الأخيرة بالمنطقة، و أن المغرب يعرض على نواكشوط مساعدات تقنية عالية تتضمن الدعم الفني و المعلوماتي و التدريب، و التجهيز بآخر صيحات التكنولوجيا الحربية لمواجهة خطر الإرهاب في منطقة الساحل و الصحراء، غير أن الأمر يتضمن أيضا حسب ما يبدو مساعدات قد تمنح من المغرب لموريتانيا في مجال تعزيز الأمن الحدودي و مراقبة الشريط الساحلي.
ووفق ما يراه مراقبين فإن زيارة الوفد المغربي للجارة الجنوبية للمملكة، تكشف أن المملكة تخوض حربا على كل الأصعدة، في ملف قضية الصحراء بما فيها الدبلوماسية العسكرية، و تسعى جاهدة إلى ضمان حياد نواكشوط ، في ظل عجز كلي للبيت الأصفر و تراجع مهول لأداء الدبلوماسية الجزائرية التي فقدت الكثير من الأصدقاء نتيجة تفكك المعسكر الشرقي و الصدمة البترولية.
مصادر مطلعة أفادت انه من المنتظر أن تصدر قيادة الجيش الموريتاني بيانا أو أن تعقد ندوة صحفية بعد نهاية الاجتماعات بين الوفدين المغربي والموريتاني، التي يترأسها عن الجانب الموريتاني قائد الجيوش الفريق “محمد ولد مكت”، ليعلن عن الاتفاقيات الموقعة و التفاهمات التي جرت خلال الأيام الثلاثة، والتي ستحدد مستقبل العلاقات العسكرية بين الرباط و نواكشوط.