24 ساعة – متابعة
تسدل سنة 2020 ستارها على وقع نشاط دبلوماسي مغربي مكثف للمساهمة في حل الأزمة الليبية، مع ترجيح بإستمرار هذا الجهد بالتضافر مع مساعي دول أخرى لإنهاء النزاع في البلد الغني بالنفط،
وإحتضنت بوزنيقة ثلاث جولات للحوار بين المجلس الأعلى للدولة الليبي (نيابي/إستشاري) ومجلس نواب طبرق (شرق)، فيما عقدت جولة رابعة في مدينة طنجة، إضافة إلى إجتماع تشاوري لتوحيد مجلس النواب بشقيه (طربلس/طبرق).
وإعتبر أكاديمي مغربي، في حديث للأناضول، أن تحركات المغرب تأتي من منطلق ثقة الفرقاء الليبيين والأمم المتحدة في قدرتها على المساعدة في “تصفير خلافاتهم”، فيما رجح آخر إستمرار المملكة في لعب “أدوار أكبر” لتقريب وجهات النظر بينهم في 2021، وبموازاة المغرب، تبذل دول أخرى بينها تونس ومصر جهودا لحل الأزمة في جارتهما، عبر إجراء إتصالات وعقد لقاء ات وإستضافة جولات حوار، منها أول إجتماع مباشر لملتقى الحوار السياسي الليبي بتونس في نونبر الماضي، برعاية الأمم المتحدة.
نبيل زكاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس، يقول للأناضول، إن “سنة 2020 شهدت تنشيطا لدبلوماسية الوساطة المغربية لحل الأزمة الليبية، تحت رعاية الأمم المتحدة”، ويتابع: “إحتضان البلاد لأربع جولات من الحوار بين أطراف النزاع، يؤكد إستمرار ثقتهم وثقة الأمم المتحدة في قدرة المغرب على تصفير الخلافات بين المتحاورين، عبر إيجاد حل نهائي للأزمة بناء على مكتسبات جولات الحوار”، ويُرجع هذا الدور إلى أن “المغرب حريص على أن يكون صانعا للسلام، ليس في ليبيا فحسب، وإنما في منطقة المغرب العربي ككل”.
ويردف: “النفس الذي يتحرك به البلد تجاه هذه الأزمة هو إقليمي بالدرجة الأولى، فالمردود السياسي لحل الأزمة سيعم لا محالة على دول الجوار، وسيعيد فتح قوس حلم بناء مغرب عربي موحد، بعد أن يستتب الأمن والإستقرار في إحدى دوله (ليبيا)، التي إنزلقت إلى درك الدول الفاشلة”، ويرى زكاوي أن “طي ملف الأزمة الليبية مستقبلا من على أرض المغرب، يمكن أن يرتقي بوزن المملكة الإقليمي، عبر تبلور قوة ناعمة ناشئة قادرة على التأثير في ملفات وقضايا دولية”.
سلمان بونعمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، يعتبر أن “الرباط قامت بإحتضان ورعاية الفرقاء الليبيين لتدبير الأزمة بكل حيادية ونزاهة، بالرغم من نسف إتفاق الصخيرات”، ويضيف بونعمان للأناضول أن “البلاد كسبت إحترام طرفي الأزمة، لذلك ستستمر في لعب أدوار أكبر لتقريب وجهات النظر خلال 2021، بمنطق التوافق والتشارك والتعاون”،
ويستطرد: “البلاد ستواصل مساعيها لحل الأزمة الليبية من منطلق إيمانها الراسخ بأن إستقرار منطقة شمال إفريقيا هو من إستقرار ليبيا، خاصة في ظل تحدي التدخل الخارجي وصراع إرادات إقليمية ودولية في الرقعة الليبية”.