أسامة بلفقير – الرباط
أصبحت الشركة الوطنية للطرق السيارة تغرق يوما بعد آخر في مزيد من الديون الأجنبية، بينما ترتفع أصوات الزبناء الغاضبين يوما بعد آخر في ظل سوء التدبير الذي يؤدي ثمنه زبناء الشركة الذين لا يرغبون في الانخراط في بطائق “جواز”، حيث تحول استعمالهم للطرق السيارة إلى جحيم حقيقي.
وتظهر التقارير المالية للمؤسسة أنها تواجه وضعية صعبة جدا. ذلك أن إجمالي الديون المستحقة على الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب بلغ حوالي 39.4 مليار درهم، موزعة بين 18.9 مليار درهم ديون بالعملة الصعبة و20.5 مليار درهم ديون بالدرهم مضمونة من طرف الدولة.
ويظهر التقرير السنوي للشركة لسنة 2019 أن الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب وقعت خلال 2019 عقدا لقرض بشروط ميسرة مع بنك الإستثمار الأوروبي بقيمة 75 مليون أورو، أي ما يقارب من 810 مليون درهم، وذلك لتمويل أشغال توسيع الطريق السيار المداري للدار البيضاء و الطريق السيار الدار البيضاء-برشيد إلى 2*3 ممرات.
أثرت أزمة كوفيد-19بشكل مباشر على حركة المرور بالطرق السيارة بالمغرب خلال النصف الأول من سنة 2020 وهو ما انعكس بشكل مباشر على مداخيل الشركة الوطنية للطرق السيارة التي تراجعت مبيعاتها بما يناهز نصف مليار درهم خلال النصف الأول من 2020.
وكان لإجراءات الحجر الصحي وتقييد حركة المرور التي صاحبت الأزمة الصحية لـكوفيد-19، تأثير مباشر على حركة السير بالطرق السيارة بالمغرب وبالتالي على إيرادات وخزينة الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب.
وبذلك، سجل النصف الأول لسنة 2020 انخفاضا قدره 32٪بالنسبة لحركة المرور على الطرق السيارة و 29٪ بالنسبة لعائدات الأداء، أي بتراجع قيمته 437 مليون درهم في رقم المعاملات بمتم شهر يونيو 2020، مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019.
وقد أثرت هذه الوضعيةغيرالمسبوقة وغيرالمتوقعة، على خزينة الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب وجعلتها تحت ضغوطات كبيرة.