24 ساعة ـ متابعة
قامت قيادة البوليساريو، صباح اليوم السبت بإتخاذ حزمة من القرارت، التي إتخذتها خلال إجتماعها الإخير، في حق سكان المخيمات، هذه الإجراءات، التي تم تعميمها حسب المعلومات الواردة من خيمات تندوف، و تضيف ذات المصادر أن الغاية من هذه القرارات هو جس نبض سكان المخيمات و مدى تفاعلهم مع ما تم إتخاذه من طرف القيادة من أجل المزيد من تضييق الخناق إذا تيسر لها ذلك، و بين هذه الأمور التي كشفت عنها مصادر الموقع هي : المطالبة من كل ما يسمى بالتجار داخل (الولايات) مغادرة المخيمات، مع الإبقاء على عدد محدود منهم بكل ما يسمى بالولاية، ناهيك عن إفراغ المخيمات من الرجال من أجل القيام بعملية تجييش خارج الرابوني، مع تشديد الأمن داخل المخيمات، كل هذا تقول ذات المصادر هو من أجل تحصين أبناء القيادة وكل من له حماية مباشرة و غير مباشرة من طرف رموز القيادة بعدم مغادرة المخيمات تحت ذريعة إسم أمنيين.
كما تداولت القيادة قضية حالة الطوارئ بالمخيمات، كل هذا كانت الغاية منه تدجين سكان المخيمات في ظل الصراع الخفي بين القيادة و ما تعيشه على المستوى السياسي و الديبلوماسي، هذا الخلاف الذي ظهر مجددا خلال الإجتماع الأخير حيث عارض بعض قيادة البوليساريو المطالبة بالإصلاحات، و كان كل من ولد البشير، و منت أحمادة، ثم عمار منصور من بين الذين يقفون وراء عدم الإصلاح، وتؤكد نفس المصادر بأن كل هذه الإجراءات هي جزء من الرعب الذي يلاحق قيادة الرابوني، ناهيك عن إتخاذ قرارات أحادية الجانب من طرف بعض رموز القيادة و خصوصا إبراهيم غالي،كما تم الحديث عن تنظيم ذكرى قيام جبهة البوليساريو بطريقة يجب أن تكون لها صبغة خاصة هذه السنة، الأمر الذي يرى من خلالها بعض النشطاء الحقوقيين بالمخيمات هو إلهاء سكان المخيمات مع صرف نظرهم عن الأحداث التي أصبح العديد من نشطاء وسائل التواصل الإجتماعي يتداولونها بخصوص الحرب التي تقرع طبولها بالمخيمات، دون وجود غنائم أو أسرى أو ضحايا.
كما علق الكثيرون على البيان الصادر عن ما يسمى بالأمانة العامة لجبهة البوليساريو، مؤكدين بأن البيان لم يتضمن سوى بكاء على سكان مخيمات الصحراويين بتندوف من أجل أن يقوم هؤلاء المواطنين الذين أضناهم وضع إجتماعي خانق، و آخر سياسي تتحكم الجزائر و قيادة البوليساريو في خيوطه من أجل أن تسمتر معانات سكان (الرابوني)، و هذه المرة تناول بيان البوليساريو شكر أبناء الخيمات الذين تطوعوا للعب أدوار بطولية في حرب “وهمية”حشدت لها البوليساريو كل الوسائل من أجل تلميع صورتها، و التي سوق لها الإعلام الجزائري، بدلا من إعلام قيادة الجبهة الذي كان في مراحله (السبعينيات) يوثق لكل حدث و لو قتل (خنفساء) لكن في ظل الحرب الوهمية منذ أحداث الكركرات، لم يخرج إعلام القيادة عن دائرة البلاغات، تاركا الأمر لصانعتها (الجزائر ).
و حسب المعلومات المتوفرة فإن قيادة البوليساريو لم يفوتها أن تثني على الجزائر التي قامت بخنق ثورة مرتقبة بالمخيمات عن طريق فبركة صور و أحداث لحرب تدعي قيادة البوليساريو أن رحاها تدور بالصحراء، كل هذا يقع أمام أعين نخب من المخيمات، كان من المفروض فيها أن تكون هي أول من يكشف غطاء زيف ما يحدث، لتخليص سكان المخيمات من حيف ديمقراطي، و سياسي، ثم إجتماعي يعصف بالألف من النساء والشباب الذين أصبحت تستعملهم القيادة وقود حطب تارة، و تارة تأثيث مشهدها السياسي المهتريء، في ظل تغييب عقل الإنسان الصحراوي، لكن بعض المهتمين يرون في الأمر هو أمر تريد منه قيادة البوليساريو شغل الكل بهمومه و أوجاعه، من أجل أن تستمر الجبهة في حبك مسلسل إستمرارية قبضتها على سكان المخيمات، و خوفها من ردة فعل سكان المخيمات، بعد ما سينتهي حبل كذب القيادة نتيجة تداعيات قضية (الكركرات) و خروجها من دائرة وقف إطلاق النار.
بيان ما يسمى بالأمانة العامة لجبهة البوليساريو لم يبرح مكانه و هو إمتداد لمئات البيانات نفس العبارات و تغيير بعض “المحسنات اللفظية” من أجل الضرب على وتر أجيال لا تزال تفكر بمنطق لم يعد ممكن في ظل التحولات السياسية و الإقتصادية، بالرغم من الرسائل التي و جهتها أغلب الدول لقيادة البوليساريو.
و الغريب في بيان قيادة البوليساريو هو هذه الفقرة ” تجييش وشحن الرأي العام المغربي ضد كل ما هو صحراوي”.
و يضيف البيان قائلا : “وأن منطق الأخوة وحسن الجوار على أساس الاعتراف والاحترام المتبادل بين الشعبين المغربي والصحراوي” من دون أن تتفطن قيادة البوليساريو بأنها هي من درست دروس الكراهية والخيانة و العمالة لسكان المخيمات لمدة 45 سنة ضد الصحراويين بالأقاليم الجنوبية و المغاربة.