أدى الملك محمد السادس، اليوم صلاة الجمعة بمسجد الرحمة بمدينة الرباط.
واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بالتذكير بأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في هذه الحياة الدنيا، واستخلفه فيها ليعمرها صلاحا وعدلا وهدى، وعهد إليه بأمانة دينية عظمى، ومسؤولية دنيوية كبرى، يتفاوت مقامها ونوعيتها حسب ما اقتضته الحكمة الإلهية من أن كل إنسان ميسر لما خلق له. وأبرز الخطيب في هذا الصدد أن المرء مسؤول عما يجب عليه نحو ربه وخالقه من توحيد وعبادة، ونحو نفسه وأهله من عناية ورعاية، ونحو مجتمعه من إسهام في صلاحه وتنميته والرفع من شأنه، وهي كلها متفرعة من المسؤولية والأمانة الشاملة لكل ذلك في قوله تعالى : ﴿إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها وحملها الإنسان ﴾.
وأوضح أن الأمر يتعلق بأمانات ومسؤوليات فردية وجماعية، لا يمكن للمسلم النهوض بها والقيام بها خير قيام، إلا إذا أكرمه الله بإرادة راسخة وعزيمة قوية، ونفس طيبة لوامة، تدعو صاحبها إلى المبادرة إلى كل خير ومكرمة تعود بالنفع على البلاد والعباد، نفس تلوم المرء وتحاسبه على التفريط أو التقصير، في أي واجب أو حق أو مسؤولية، من واجبات الدين والمواطنة.
وشدد في هذا السياق على أن التربية على الإيمان تقتضي من كل مؤمن أن يحاسب نفسه في كل وقت وحين، يحاسبها على واجباته كيف قام بها، وعلى حقوقه كيف تعهدها وشكر الله عليها، مؤكدا أن هذه اليقظة في المحاسبة، انطلاقا من خوف الله تعالى وشكره، تحتم على المكلفين بمختلف المسؤوليات أن يراجعوا خططهم وبرامجهم حتى تساير المتطلبات وتراعي الشروط والالتزامات، وهو ما يميز تربية المسلم حقا، التي تقيمه على النهج القويم، وتجعل بعض الناس أعلى درجة من بعض في العمل ثم في المسؤولية.
وأوضح الخطيب أن “أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، وهو في مقام الإمامة العظمى، والساهر الأمين على حراسة شؤون الدين والدنيا، يعطي القدوة الحسنة، والأسوة المثالية لكافة أفراد شعبه في استشعار الأمانة والمسؤولية الكبرى، ويحرص أعزه الله ليل نهار، على إسعاد بلده، وتحقيق الخير والنماء والعزة لشعبه الوفي المتعلق بشخصه الكريم وعرشه العلوي المجيد”. وأضاف أن “الاقتداء يتوقف على حسن الاستماع لتوجيهات أمير المومنين في ما يصلح به الشأن كله، وهذا الحرص على الإسماع والاستماع هو ما وردت به عديد من آيات كتاب الله وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم”.
وابتهل الخطيب، في الختام، إلى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس بما حفظ به الذكر الحكيم وينصره نصرا عزيزا يعز به الدين ويجمع به كلمة المسلمين، وبأن يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزر جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد ويحفظه في كامل أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب رحمته ومغفرته على فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما الملكين محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب ثراهما ويكرم مثواهما ويسكنهما فسيح جناته.