عبد الرحيم زياد ـ العيون
حل أمس الثلاثاء صبري بوقادوم ، وزير الخارجية الجزائرية، بالعاصمة الكونغولية كينشاسا، وذلك في إطار جولة أفريقية قادته إلى عدة دول بالقارة الإفريقية ، تسعى من خلالها الديبلوماسية الجزائرية إلى حشد التأييد لمواقفها بخصوص النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وأورد صبري بوقادوم على حسابه بموقع تويتر أنه “بحث مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، مجموعة من المسائل المتعلقة بالعلاقات الثنائية، وكذا القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، تحسبا لتوليه رئاسة الاتحاد الإفريقي الشهر المقبل”.
زيارة بوقادوم ، تسعى من خلالها الدبلوماسية الجزائرية الى إقناع الكونغو بمواقفها المعادية للمغرب سيما وأن الكونغو هي التي ستتولى رئاسة القمة الإفريقية المرتقبة مطلع شهر فبراير المقبل.
كما تأتي هذه الزيارة التي قام بها المسؤول الأول للديبلوماسية الجزائرية، سعيا لإقناع الكونغو بعدم الوقوف مع المغرب في خطته لتمرير تعديلات على ميثاق الاتحاد الإفريقي بما يسمح بمناقشة مقترح إضافة مواد تسمح بطرد عضو من المنظمة، وهو الأمر الذي يدخل اختصاص الموافقة على طرح ضمن صلاحيات الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي، وهو الأمر الذي يعول عليه المغرب من جمهورية الكونغو الديمقراطية مرة أخرى إلى جانب 36 بلدا آخر للتصويت على قبول المقترح بأغلبية الثلثين، ومباشرة عقب ذلك سيجري اقتراح تعليق عضوية جبهة البوليساريو بالمنظمة القارية، خاصة بعد اتساع رقعة الدول الإفريقية المؤيدة للموقف المغربي بخصوص هذا النزاع المفتعل.
و تشير كافة المعطيات أن السعي الجزائري في كينشاسا سيخيب بلا ريب، على اعتبار أن جمهورية الكونغو الديموقراطية التي كانت قد افتتحت في 19 من دجنبر الماضي قنصلية لها بالداخلة، بحضور كل من وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، ونظيرته الكونغولية ماري تومبا نزيزا، والتي أكدت أن هذا القرار يجسد الاعتراف بالسيادة التامة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها، مضيفة إلى أن كينشاسا “رفضت على الدوام أي نزعة تستهدف بلقنة البلدان الإفريقية بشكل عام والمملكة المغربية على وجه الخصوص” و مذكرة بأن بلادها “اصطفت إلى جانب المغرب عندما قرر مغادرة منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1984، احتجاجا على قبول عضوية جبهة البوليساريو بهذا التكتل القاري”.