24 ساعة – وكالات
انتقدت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، سياسات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقالت إنّ قمعه “امتد ليشمل كل شخص وأي حركة سياسية”، وفق تعبيرها.جاء ذلك في مقال تحليلي بعنوان “السيسي تعلم الدروس الخاطئة من سقوط مبارك” للكاتب “فرانسيسكو سيرانو”، نشرته المجلة الأمريكية، الأربعاء.وسلط المقال الضوء على أن قمع السيسي امتد “ليشمل أي شخص أو حركة سياسية تشكك في الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي الراهن”.
وحتى ساعة نشر المقال لم يصدر تعليق من القاهرة، غير أنها عادة ما تنفي صحة الانتقادات الموجهة إلى سجلها الحقوقي، معتبرة أن بعض المنظمات الحقوقية الدولية تروجها في إطار “حملة أكاذيب” ضدها.وأشار الكاتب أن القمع بات يشمل “المعارضين السياسيين والنشطاء العلمانيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان والفنانين والصحفيين والأكاديميين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي غير السياسيين”.وتابع: “حتى أن النظام المصري يشن حربًا ضد أطبائه والعاملين الصحيين الذين يطالبون بالمزيد من الموارد لمكافحة جائحة كورونا، أو يعربون عن تذمرهم من ظروف العمل المحفوفة بالمخاطر”.
واعتبر الكاتب أنّ هذه السياسات تشير إلى أن “السيسي تعلم الدروس الخاطئة” من سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بعدما كان يبدو عندما قاد انقلابا عسكريا عام 2013 وكأنه “طالب مقرب من مبارك”.
وذكر أنّ السيسي “قلص جميع أشكال الخطاب العام والمعارضة، معتقدًا على ما يبدو أن مثل هذه المميزات كانت أكبر خطأ لمبارك”.
كما لفت أن خوف السيسي من أن تملأ الحشود شوارع مصر ـ كما حدث في ثورة يناير 2011 ـ “جعله يسعى إلى نزع الطابع السياسي عن المجتمع بالكامل”، وهو ما يعد الدرس الخطأ الذي يمكن تعلمه من سقوط مبارك.وتابع: “على الرغم من الطبيعة الاستبدادية لنظام مبارك، فقد ترك هذا النظام بعض السبل لأشكال الخلاف الخاضعة للرقابة، ورغم افتقاره إلى الرؤية السياسية إلا أنه أدرك أهمية صمامات الضغط”.وفي السياق، ثمّن سيرانو ترك نظام مبارك الأصوات التي تنتقد الصعوبات اليومية الشائعة في الصحف وأعطى مجالا للخطاب العام المعارض، طالما أن هذه الأصوات “لا تستهدف الرئيس بشكل مباشر أو تعرض نظامه للخطر”.
ومضى قائلا: “كانت هذه الأصوات مفيدة في إعطاء السياسة الوطنية غطاء رقيقا من التعددية، وقد ساعد هذا الغطاء على بقاء الرئيس مبارك في السلطة لعقود”.لكن وفق “فورين بوليسي” امتدت سياسات السيسي القمعية من التركيز على جماعة “الإخوان المسلمين” وأنصارها في بداية حكمه لتشمل فيما بعد جميع فئات الشعب.وجاء في المقال: “أدخل السيسي قومية خبيثة في الخطاب العام بدلا من الحوار السياسي، ويظهر ذلك سواء في الطريقة التي تروج بها الحكومة وأنصارها لإنجازات نظامه، أو في الطريقة التي يسخرون بها من أعدائه المفترضين”.
وأضاف أن السيسي طالما يشبه “الولاء له ولمسؤوليه بالالتزام تجاه مصر”.وأنهى بالإشارة إلى أن اللعبة الوحيدة للنظام المصري حاليا تقوم على أن “من يشتكى من تدهور الأوضاع الصحية والتعليمية يعد عدوا لمصر، وبمنطق السيسي؛ يجب قمعه”.