24 ساعة ـ متابعة
في ظل فشل نظام المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب أفريقيا، في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تتخبط فيها البلاد، وتوفير الأمن بكبرى مدن هذا البلد الإفريقي الذي يزخر بثروات هائلة، مافتئ هذا النظام المتحالف مع الجزائر يعمل على ضرب المصالح المغربية والوحدة الترابية للمملكة، وذلك من خلال حمله للواء الدفاع عن أطروحة البوليساريو داخل القارة الإفريقية، تحت ذريعة “المرافعة عن حقوق الإنسان والشعوب”.
محاولات وصلت حد حشر هذا النظام لأنفه في قرار سيادي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية، والقاضي بالإعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، حيث طالب رئيسها سيريل رامافوزا من الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن التراجع عن هذا القرار، فضلا عن أدوارها العدائية ضد المغرب بمؤسسات الاتحاد الافريقي، كان آخرها محاولاتها الفاشلة بتنسيق مع الجزائر، لإدراج نزاع الصحراء في جدول اعمال القمة الإفريقية الأخيرة، وهي المحاولات التي تكسرت على صخرة اليقظة الديبلوماسية للمغرب، وتمسك الدول الإفريقية بقرارات الاتحاد الافريقي المشددة على أن نزاع الصحراء “اختصاص حصري للأمم المتحدة”.
فهذا البلد الذي يزخر بثروات هائلة والذي يبذل كل جهوده وامكانياته للترويج لأطروحة البوليساريو، بات يعرف ارتفاعا كبيرا في معدلات الجريمة خاصة بالمدن الكبرى، حيث أن مدينة كجوهنسبورغ، والتي تعد اكبر مدن جنوب إفريقيا وعاصمتها الاقتصادية، أصبحت تعرف تفشيا مريعا للجريمة، فعمليات السطو بهذه المدينة، باتت تتصدر قائمة الجرائم المرتكبة بالبلاد.
وفي هذا الإطار نشرت وكالة المغرب العربي للأبناء تقريرا مطولا، سلطت فيه الضوء على تفشي الجريمة بجوهانسبورغ، والذي أبرز بأن هذه المدينة التي يقطنها ما يقرب من 6 ملايين نسمة، محفوفة بالمخاطر، فالسياقة بها تستدعي من السائق اتخاذ مجموعة من الاحتياطات للوصول إلى وجهته في أمن وسلام، منها إغلاق نوافذ السيارة، والحذر من الأشخاص الذين يقتربون كثيرا، وبشكل خاص تجنب الأحياء المعروفة بمعدلات الجريمة المرتفعة.
وأضاف التقرير أن أحياء هيلبرو وسط المدينة، وألكسندرا في الشمال، وسويتو في الجنوب الغربي، من المناطق المعروفة بانعدام الأمن، بالرغم من أنها بنيت على مناجم للذهب تعود للقرن التاسع عشر، مشيرا إلى أن الوضع ازداد حدة، وأصبح أكثر خطورة في سياق الأزمة الصحية التي أدت إلى تفاقم الفقر، وتعميق الفوارق، فضلا عن الإلقاء بملايين الأشخاص في براثن البطالة عبر مختلف أنحاء البلاد، وهو ما يشير بحسب التقرير، إلى أن دائرة الجريمة آخذة في التوسع في هذا البلد، وأضحت أكثر جلاء ووضوحا .
ولفت التقرير إلى أن التجول في شوارع العاصمة الاقتصادية لجنوب إفريقيا “يعد بمثابة ترف”، ولا يقبل عليه سوى قلة من الناس الذين يغامرون بتحمل مخاطره، ولا يمل حراس الأمن أبدا من تكرار النصائح والتوجيهات الأمنية التي ينبغي اتباعها، لتجنب الاعتداءات التي يمكن أن تحدث حتى في الأماكن الأشد حراسة، فيما تنتشر الشرطة بشكل مكثف وفي كل مكان في الأحياء الراقية مثل ساندتون وباركهورست وميلروز آرتش وروزبانك، وتقوم بدوريات على مدار الساعة لمنع أي انفلات أمني.
ومع ذلك يضيف التقرير، تعج الصحافة المحلية بقصص جرائم بشعة ومرعبة، حيث لا يكاد يمر يوم إلا ويستيقظ فيه سكان جنوب إفريقيا على أخبار جريمة ترتكبها عصابات غالبا ما تكون مسلحة بشكل جيد (إطلاق نار وسرقة وهجوم على مركبات نقل الاموال والاختطاف والاغتصاب وسرقة السيارات وغيرها)، موردا في هذا السياق، شهادات لسكان جوهانسبورغ، عن مستوى ارتفاع الجريمة الذي تعرفه المدينة.
ويشير التقرير إلى أن هذه الأزمة الاجتماعية والأمنية التي تعيشها جنوب إفريقيا، والتي تتمظهر أساسا في الجريمة والعنف، تعود في جزء منها إلى حقبة الميز العنصري التي انتهت عام 1994، ومنذ ذلك الحين، فشلت الحكومات المتعاقبة لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم، في خلق فرص عمل كافية للشباب للحد من المنحنى التصاعدي للجريمة في البلاد.