24 ساعة ـ متابعة
كشف أحمد ونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، خلال حواره مع قناة “أواصر تي في” الرقمية التابعة لمجلس الجالية المغربية بالخارج، يوم أمس الثلاثاء، عن كثير من حيثيات وملابسات قرار منظمة الوحدة الإفريقية منح مقعد لجبهة “البوليساريو” الانفصالية سنة 1984، مؤكدا أن النظامين الجزائري والليبي لعبا معا دورا كبيرا في منح العضوية للبوليساريو من خلال الاعتماد على الرشاوي والابتزاز حيث تم استعمال المال ومقايضة الأصوات بشحنات النفط والأدوية لبعض الأنظمة من الدول الإفريقية.
أحمد ونيس الذي كان يشغل حينذاك مديرا لإفريقيا في وزارة الخارجية التونسية أكد أن الدول الإفريقية “لم تؤمن يوما بالكيان الصحراوي، وان غالبية قرارات منظمة الوحدة الإفريقية كانت تمر بسبب الضغوطات التي كانت تمارسها كل من ليبيا والجزائر.
و فضح وزير الخارجية التونسي الأسبق ممارسات النظامين الجزائري والليبي اللذان كانا يشتريا مواقف كثير من الدجول الإفريقية مقابل شحنات النفط وشحنات الأدوية حيث قال في هذا الصدد” هناك من قال لي لا تلمني لأن الجزائر وليبيا ستسدد عنا فاتورة الأدوية لمدة 6 أشهر، أو لأنهما ستهدياننا باخرة من النفط ستسد حاجياتنا في الطاقة لمدة سنة”.
وفي حديثه عن اتحاد المغرب العربي في ذكرى تأسيسه، اعتبر رئيس الديبلوماسية التونسية الاسبق، ان الجزائر لم تكن لها رغبة حقيقة وجادة في بناء الإتحاد، كاشفا أن هدفها الحقيقي هو الحصول على منفذ على المحيط الأطلسي، وهو الأمر الذي لم شكل على الدوام عقبة امام تأسيس الاتحاد المغاربي، مبرزا أن ” المفاهيم اختلفت بين المغرب وتونس وموريتانيا وليبيا من جهة وبين الجزائر وليبيا، ذات أنظمة الحكم العسكرية من جهة أخرى” مضيفا “ما دامت الجزائر قد دخلت في مرحلة انتقالية منذ الإطاحة بالنظام العسكري سنة 2019 نأمل أن ينتهي الأمر إلى محاولة رابعة لتأسيس اتحاد مغاربي”.
في ذات السياق كشف أحمد ونيس في ذات الحوار إلى أن القيادتين الجزائرية والليبية “تبنتا الخيار الاستعماري بمفهوم الهيمنة نتيجة العقلية غير المتحررة إيديولوجيا وأخلاقيا”، وهو ما امتد حتى بعد سقوط المعسكر الشرقي إذ ظلت تسعى نحو الهيمنة على المجتمعات المجاورة”.
واستطرد المسؤول الديبلوماسي الاسبق ، أن مكونات الاتحاد المغاربي مدعوة الى احترام الخريطة السياسية لفترة ما قبل الاستعمار، و تجاوز “الإيمان بتخليد الخريطة الاستعمارية المشوهة هو نقض للمفهوم الصحيح لبناء المغرب الكبير” مشيرا الى أن “الانتهازية ” التي يتعامل بها النظام الجزائري في رسم الخريطة الوطنية للجزائر رغم الأراضي الشاسعة والثروات الكبيرة التي تمتلكها، لذلك لم يتردد هذا النظام في شن الحرب ضد المغرب طيلة 45 سنة ولم يتردد من شن هجوم “قفصة” على الذي استهدف الدولة التونسية.