24 ساعة – متابعة
وضعت المملكة المغربية وجمهورية بوروندي، اليوم الخميس بالرباط، خارطة طريق للتعاون تغطي الفترة الممتدة ما بين عامي 2021 و2024، وتندرج في إطار الإرادة المشتركة في تكثيف العلاقات القائمة بين البلدين، وضخ زخم جديد فيها.
وتؤكد خارطة الطريق التي وقعها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون التنموي في بوروندي، ألبرت شينجيرو، تطلع البلدين إلى توطيد علاقتهما الثنائية استنادا على الاحترام المتبادل، ومن خلال تطوير شراكة متنية وتضامن فعال.
وتم تحضير خارطة الطريق هذه، خلال زيارة قام بها وفد مغربي رفيع المستوى، إلى بوجومبورا يومي 8 و 9 فبراير الجاري، ترأسه السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، مرفوقا بالسفير مدير الشؤون الإفريقية بالوزارة.
وعقب هذه الزيارة إلى بوجومبورا، اتفقت المملكة المغربية وجمهورية بوروندي على العمل من أجل تعزيز التعاون الثنائي أكثر في عدة مجالات، لاسيما التعليم والتكوين، والتعاون التقني والأمني، والنهوض الاقتصادي والاستثمارات، والتمويلات الدولية وتبادل الزيارات الرسمية.
وتشير خارطة طريق هذه إلى أن الجانب المغربي مستعد لتقديم مساعدته وتقاسم خبرته مع جمهورية بوروندي في المجالات المذكورة، من خلال تنظيم زيارات تعليمية إلى المغرب لفائدة كبار الموظفين البورونديين، ومنح دراسية لفائدة طلاب ومتدربين من بوروندي في المؤسسات العمومية المغربية للتعليم العالي، والتقني والمهني.
وفضلا عن ذلك، فإن الأمر يتعلق بتنظيم المملكة لبرامج لتعزيز القدرات لفائدة كبار الموظفين البورونديين في مختلف المجالات، وإيفاد خبراء مغاربة من مختلف القطاعات ووفود من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة إلى بوروندي، من أجل تطوير شراكات أعمال رابح-رابح مع الفاعلين المحليين، والنهوض بمختلف فرص الاستثمار من أجل تنفيذ مشاريع مشتركة في القطاعات ذات الأولوية بالنسبة لجمهورية بوروندي.
ويلتزم المغرب كذلك بمواكبة جمهورية بوروندي في إعداد ملفات متعلقة بتطوير مشاريع البنى التحتية أو المشاريع الاستراتيجية للبلاد، من أجل الحصول على الدعم من منظمات التمويل الإقليمية والدولية التي تقيم المملكة المغربية علاقات معها.
وجاء توقيع هذه الوثيقة خلال لقاء بين بوريطة وشينجيرو، بحث خلاله المسؤولان آفاق تعزيز التعاون الثنائي من خلال تحديد محاور جديدة لتوسيع برامج التعاون التي سيتم تنفيذها بين المملكة المغربية وجمهورية بوروندي.
وبهذه المناسبة، أشاد الطرفان بمشاعر التقدير والاحترام المتبادل القائمة بين الملك محمد السادس، وإيفاريست ندايشيمي، رئيس جمهورية بوروندي.
كما أكد الوزيران على جودة العلاقات السياسية القائمة بين المملكة المغربية وجمهورية بوروندي، والتي تطبعها دوما أواصر الأخوة والتضامن.
وجدد المسؤولان التأكيد، أيضا، على الإرادة الراسخة للبلدين لتنويع التعاون وتعزيزه في عدة مجالات، كما حددا عددا من الإجراءات التي سيتم تنفيذها بشكل مشترك، في إطار تجسيد الأهداف المسطرة.
وفي هذا الصدد، قال بوريطة، خلال لقاء صحفي عقب التوقيع على خارطة الطريق، إن وضع هذه الوثيقة، التي تستعرض مجالات التعاون ذات الأولوية، يأتي بفضل إرادة قائدي البلدين لتعزيز الشراكة المثمرة والمفيدة للطرفين بين المملكة المغربية وجمهورية بوروندي.
وأضاف بوريطة “اتفقنا كذلك على إعادة تفعيل آليات التعاون المؤسساتي، سواء كان ذلك في إطار المشاورات الدبلوماسية والسياسية، أو في إطار اللجنة المختلطة الموسعة التي ستجتمع قريبا”، مشيرا إلى أن بعثة مغربية متعددة القطاعات ستزور بوجمبورا قبل نهاية مارس لبدء تنزيل خارطة الطريق هذه.
وفي هذا السياق، كشف الوزير أن فريقا تقنيا سيتوجه إلى بوروندي الأسبوع المقبل للشروع في إجراءات فتح سفارة للمملكة في العاصمة البوروندية.
وقال بوريطة “نحن اليوم بصدد الدخول في مرحلة جديدة من علاقاتنا الثنائية”، مسجلا أن الأمر يتعلق بمرحلة ستكون ”مهيكلة بشكل أفضل، وذات محتوى أغنى ونتائج ملموسة لصالح الشعبين الشقيقين”.
من جانبه، سجل رئيس الدبلوماسية البوروندية أن خارطة الطريق تشمل مجالات تعاون ”محددة بشكل جيد”، مشيرا في هذا الصدد إلى أن محادثاته مع السيد بوريطة تمحورت على الخصوص حول استكشاف سبل تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين الشعبين المغربي والبوروندي.
وأضاف المسؤول البوروندي ”يجب أن نتجاوز العلاقات بين الأشخاص لتوطيد العلاقات بين شعبينا”.