24ساعة – متابعة
كشف مؤرخ المملكة المغربية والناطق الرسمي باسم القصر الملكي، عبد الحق المريني، الاثنين، في لقاء عن بعد نظمته عمادة كلية العلوم بتطوان بتعاون مع جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة حول “المرأة المغربية بين القديم والحديث”، أن “فترة حكم لملك محمد السادس شهدت وثبة نوعية في ميدان حقوق المرأة، حيث تمكنت من الجلوس على أعلى كراسي مناصب المسؤولية واتخاذ القرارات في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والجامعية والأكاديمية، وتضاعف عددها في مؤسسات السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية”.
وذكر المريني بصدور قوانين جديدة تعطي للمرأة حقوقا وامتيازات تحميها، خاصة في ميدان الأحول الشخصية وقضايا الأسرة، من الحيف والإقصاء والتمييز وظلم ذوي القربى، موضحا أن هذه المكتسبات “كرست مكانة المرأة كأحد أعمدة المجتمع”.
وسجل المريني أن الدساتير المغربية المتتالية، منذ فجر الاستقلال اهتمت بتقنين مساواة المرأة المغربية بشقيقها الرجل، فنصت فصولها على أن المرأة والرجل المغربيين متساويان في التمتع بالحقوق السياسية والانتخابية والاجتماعية والاقتصادية والقضائية والإدارية والتسييرية، معتبرا أن “أي تقدم وازدهار لن يتأتى إلا إذا طبقت هذه المساواة على أرض الواقع وحصل تعاون منصف بين الرجل والمرأة، فالطير لا يطير إلا بجناحيه”.
و أضاف المتحدث أن هذه الدساتير ضمنت للمرأة المغربية حقوقا وواجبات، كما ولجت بفضلها إلى مختلف ميادين القرار المدنية والعسكرية، واقتحمت المنظمات الدولية وتبوأت أعلى المناصب، وترأست البعثات الدبلوماسية في مختلف القارات، منوها بأن المرأة المغربية، كغيرها من نساء العالم، “لا تقل عن الرجل ذكاء وإدراكا وحنكة خبرة ومردودية وإنتاجا”.
وذكر المريني بمجهودات المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما، قبل الاستقلال وبعده، لتعزيز ولوج الفتاة المغربية إلى المدارس والجامعات وضمان حقوقها المشروعة في العزة والكرامة، مستعرضا الحضور اللافت للمرأة المغربية في الدفاع عن حوزة الوطن على مدى قرون ومساهمتها الكبيرة في المسيرة الخضراء لاستكمال الوحدة الترابية.
من جانبه، أبرز نائب رئيس جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، مصطفى الجوهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أهمية هذه الندوة العلمية المنظمة بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي لحقوق المرأة، بالنظر لقيمة المحاضر، موضحا بأن الدكتور عبد الحق المريني دائم الاهتمام في كتاباته ودراساته بالمرأة المغربية والعربية، حيث صدر له مؤلف “دليل المرأة المغربية” في جزأين.
من جانبه أكد عميد كلية العلوم بتطوان، مكريم عبد اللطيف، أن هذا اللقاء يندرج ضمن سلسلة المحاضرات التي سطرتها الكلية للإسهام في تنشيط الحركة الثقافية والأكاديمية بتطوان كما يأتي في سياق احتفاء جامعة عبد المالك السعدي باليوم العالمي للمرأة، لافتا إلى أن اللقاء فرصة للوقوف عند إنجازات المرأة المغربية ومساهمتها في تنمية المملكة.