24 ساعة ـ متابعة
نظمت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات والمنظمة الدولية للهجرة، يوم أمس الخميس فاتح أبريل 2021 بالرباط، ورشة عمل وطنية حضوريا وعن بعد،بهدف مناقشة التحديات والاحتياجات متعددة الأبعاد المتعلقة بالعاملات الموسميات اللاتي يذهبن للعمل في مجال قطف الفواكه الحمراء بإسبانيا ، بعد عودتهن إلى المغرب.
وقد عرفت هذه الورشة تقديم نتائج ثلاث دراسات لأول مرة: تتناول الدراسة الأولى تحليل الأثر الاجتماعي والاقتصادي لبرنامج الهجرة الدائرية على العاملات الموسميات وأسرهن ومحيطهن، بينما تهتم الدراسة الثانية بتحديد وتحليل خصائص ريادة الأعمال لديهن والتشخيص العميق لمهاراتهن وكفاءاتهن في هذا المجال ، في حين تأتي الدراسة الثالثة لتحديد الأسواق والقطاعات التي تتمتع بفرص ريادية للمرأة بالإضافة إلى وضع خرائط لآليات التمويل.
إلى جانب التشخيصات، سمحت هذه الورشة بصياغة توصيات لوضع تدابير ملموسة بهدف تحسين مواكبة العاملات الموسميات، خاصة بعد عودتهن إلى المغرب، بالإضافة إلى اقتراح الاستراتيجيات المختلفة التي ستسمح بتعاون أفضل بين مختلف الأطراف المعنية بهذا الموضوع.
وقد عرف اللقاء حضور العديد من الفاعلين الوطنيين والإقليميين والمحليين المعنيين بقضية تمكين المرأة لإثراء النقاش، إذ شارك ما يزيد عن 90 شخصا عن بعد في الورشة، بالإضافة إلى ممثلين عن مؤسسات عمومية منظمات المجتمع المدني وهيئات التمويل.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة تدخل في إطار مشروع “إرتقاء: تمكين العاملات المهاجرات بشكل دائري في المغرب”، المنفذ بشراكة بين الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات والمنظمة الدولية للهجرة، وذلك بدعم مادي من صندوق هذه الأخيرة الخاص بدعم التنمية. الهدف هو المساهمة في تمكين العاملات الموسميات من خلال برنامج للتمكين الاجتماعي والاقتصادي يستجيب لحاجياتهن بشكل أفضل.
تعتبر الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا من أنجح التجارب في العالم، ولكن ما هو تأثير هذه التجربة على حياة العاملات الموسميات ؟
في كل عام، تذهب آلاف النساء المغربيات للعمل في مجال قطف الفواكه الحمراء بمقاطعة هويلفا الإسبانية كجزء من برنامج الهجرة الدائرية بين إسبانيا والمغرب. و تعتبر معظم المستفيدات من النساء المتزوجات المنحدرات من مناطق قروية، و تتراوح أعمارهن بين 18 و 45 عامًا ولديهن أطفال معالون. و تعتبر أسرهن من الأسر الكبيرة بمتوسط دخل شهري يبلغ حوالي 100 يورو. و قد استفادت غالبيتهن من الهجرة الدائرية لأكثر من مرة، إذ في عام 2019 غادرت أكثر من 11000 مستفيدة نحو إسبانيا للمرة الأخرى .
لحد الآن، يمكن القول بأن الهجرة الدائرية بين المغرب وإسبانيا قد حققت هدفين: الاستجابة إلى الحاجيات من الموارد البشرية في قطاع معين و ضمان هجرة اقتصادية قانونية للمستفيدات. الهدف الثالث الذي تمت مناقشته خلال هذه ورشة الوطنية يتعلق بمسألة التنمية الشخصية للعاملات عند عودتهم إلى مجتمعهم: من هؤلاء النساء ومن أين أتين؟ ما هي التغييرات التي تحدث عند عودتهن؟ ما هو الأثر الاقتصادي والاجتماعي والسلوكي (المعرفة والمهارات الشخصية) لعودتهن إلى المغرب ، بعد تجربة الهجرة الدائرية هذه؟ كيف يقمن باستثمار مكاسب الهجرة؟
واستكشفت كذلك هذه الورشة إمكانات ريادة الأعمال لدى العاملات الموسميات والقدرات التي تسهل عليهن اتخاذ هذا المسار الواعد، خاصة وأن للهجرة دور حاسم في تعزيز ثقتهن بأنفسهن، الأمر الذي يمثل إمكانات هائلة لخلق أنشطة اقتصادية. وبناءً على عينة من 300 عاملة موسمية، سمحت الورشة برسم خريطة لقدراتهن على إنشاء المقاولات بالإضافة إلى تشخيص معمق لمهاراتهن في هذا الصدد.