محمد الشمسي
قادت أحزاب التحالف الثلاثي المكون من “الميزان” و”الجرار” و”الكتاب” غارة إعلامية ضد “الأحرار”، بعدما تبين لهم أن “الحمامة” حلقت بعيدا في ” سماء العمل الخيري”، خاصة في شهر رمضان الجاري في ما يمكن تسميته ب”معركة لكفاف”.
ولم يتأخر رد “الأحرار” كثيرا، حيث ظهر أخنوش شخصيا وبالصوت والصورة “وضارب عليهم فوقية زرقا”، ليجيب على تلك “الغيبة السياسية”، بقوله”في خاطر اللي يعاند ومايحسدش”، داعيا “أهل البيان” إلى النزول للميدان بدل النفخ في الفقاعات، ولسان حاله يقول”مخدمتو ما هنيتونا”.
ولم يكد “الأحرار” يستوعبون العدوان الثلاثي المباغت، حتى تلقوا “نيرانا صديقة”، هذه المرة من زعيم”الوردة” الذي “نسي العيش والملح”، وعلق على “معركة لكفاف” بفتوى في شكل قنبلة صوتية حرض من خلالها الناخبين ضد “الأحرار” بقوله “أموالهم حلال عليكم، وأصواتكم حرام عليهم”، بمعنى “كولو وشربو من يد “أخنوش” ونهار التصويت حسابكم في روسكم”…
يرى المناوئون لحملة الإحسان التي يقودها “الأحرار” أنها لا تعدو أن تكون صورة من صور المقايضة ب”القفة مقابل الصوت”، لكن المناصرين يعيبون على هؤلاء “المتكلمين” دوسهم على الظرفية التي تجتاح المغرب والمتمثلة في فيروس كورونا الذي ولد سنة 2019 ولا يبدو أن تاريخ وفاته قريب، وقد زاد الفيروس المتأزمين تأزما، ورفع من عدد سكان”مملكة الفقر”، وبات الإحسان واجبا وليس فقط مستحبا.
إلا أن ما يضعف سلاح “المعتدين سياسيا” على أخنوش، هو أن الرجل ليس دخيلا على العمل الإحساني والتطوعي، فهو من تبرع بمبلغ 100 مليار سنيتم، نعم 100 مليار سنيتم “اللي ما يجمعها عا الفم” ضخها أخنوش في صندوق التخفيف من كورونا بجرة قلم، ثم أوعز إلى قواعد حزبه بتوزيع ملايين الهواتف الذكية واللوحات الإلكترونية على المتمدرسين من أبناء الفقراء إبان أشهر الحجر الصحي حين أغلقت المدارس أبوابها، وظهر التعليم عن بعد كبديل يقوم وجودا وعدما على معدات تقنية وذكية مرتبطة بالأنترنت ” دويو علينا وجيو علينا”.
يقول أحد الأنصار ان هؤلاء “الهاجمين” لم يملكوا اللسان يومها ليعيبوا على أخنوش “عمله الإحساني والوطني”، مثلما لم يملكوا ذات الكرم والجود ليقتطعوا من مالهم ويساهموا في حمل بعض من أثقال الدولة وهي تواجه عدوا خفيا وفتاكا، ويختم المتحدث متحديا الأحزاب الثلاثة ورابعهم لشكر “أرونا بكم ساهمتم أنتم في ذلك الصندوق؟، أرونا ماذا قدمتم للمواطن الفقير ساعة الشدة؟…تفو… ما خدمتو ما خليتو الناس تخدم”…
عموما ففي كل رمضان تندلع “حرب لكفاف” لكن الميزة هذه السنة أنه آخر رمضان في الولاية السياسية، و”حرب لكفاف”مرتبطة بعوامل متداخلة ومعقدة التركيبة، يمتزج فيها الاجتماعي بالثقافي والسياسي بالاقتصادي والإنساني بالفكري للمواطن المغربي، فمن السهل التنظير من فوق الكراسي، لكن من الصعب الغوص في المجتمع إلى ما تحت القاع، ليصدمك واقع آخر مرير عصي على الفهم والتحليل.