24 ساعة ـ متابعة
في الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام جزائرية، إن النظام الجزائري نجح في التخلص من إبراهيم غالي بإرساله إلى إسبانيا بهوية مزورة “إبراهيم بن بطوش”، وكذا توريطها سياسيا مع المغرب وقانونيا في حال وفاة زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية فوق أراضيها وهو بهوية مزورة.
وأمام حالة الانهيار الداخلي الذي تعيشه “بوليساريو”، يحاول جنرالات الجزائر لملمة محيط غالي، وتوجيهه للتهييء لما بعد رحيله، الذي يبدو وشيكا، بعد الخرجة الأخيرة لوزير داخليته، ورجله القوي، مصطفى محمد علي سيد البشير، على شاشة تلفزيون الجبهة، ليبعث بالعديد من الرسائل لخصومه، وكذلك لأولياء أمره، الذين حرص، خلال أربع سنوات الماضية، على أن يقدم لهم فروض الطاعة والولاء، كلما سنحت له الفرصة بذلك.
و وفق مقال لـ “الصباح”، لعل الخلاصة من كلامه إجمالا، هي أنه على سكان المخيم الاستعداد لمرحلة انتقالية، بقيادته هو شخصيا، وأنه الأحق والأجدر بخلافة إبراهيم غالي، مستدلا، في مقابلته، التي كانت أشبه بخطاب موجه لسكان المخيم، بمواد القانون الأساسي وما يسمى “الدستور”، الذي يضع شرط التجربة العسكرية عنصرا أساسيا لاختيار أي زعيم مستقبلي للحركة.
فمصطفى سيد البشير، الذي ينتمي لمكون قبلي ذي أغلبية بالمخيمات (الرقيبات البويهات)، يعتبر الطريق معبدا أمامه لقيادة “بوليساريو”، لو سلم من هزات قد تفقده توازنه، الذي حافظ عليه منذ وصول غويلي للسلطة، بمساعدة البارون مصطفى، الذي أجبر حمة سلامة على الانسحاب من السباق إلى القصر الأصفر، وهو من قاد وساطة بين البشير مصطفى السيد وغويلي، وهو صانع التوافق الداخلي الذي سهل على الجنرالات تعيين شخص منبوذ، ودون خبرة سياسية، كالزير غويلي، لتزعم الجبهة. وزيادة على ذلك، يمكنه الاعتماد على مساندة ولد البوهالي لامتصاص ترددات الهزات التي يمكنها أن تأتي من تحالف محتمل بين عبد القادر الطالب عمر، وقيادات وازنة من تكتل قبائل رقيبات إبراهيم وداوود، الموالية للجزائر، خصوصا أن رجوع عبد الله لحبيب البلال إلى الواجهة رهين بتطورات حالته الصحية المتدهورة أصلا.
و خسب “الصباح”، من المحتمل أن يستعين مهرب المخدرات، الطامح لخلافة المغتصب، كذلك بسالم لبصير وبابية الشيعة، لما يمتلكان من تأثير داخل الحركة من أجل ترشيحه لنيل موافقة جنرالات الجزائر، والتي ستكون رهينة بمدى استعداد المخابرات الجزائرية لتكرار سيناريو إبراهيم غالي، الذي حدت جرائمه من هامش تحركاته دوليا.
فمصطفى سيد البشير ليس بعيدا عن نهج زعيمه الهالك، فهو من كان يتولى إدارة ما يسمى الشرطة العسكرية، المسؤولة عن عمليات التصفية والاختطاف ما بين 1986 و1988، حسب شهادة الضحايا، ناهيك عن تورطه في عمليات تهريب واسعة للأسلحة من مخازن القذافي في ليبيا، وعلاقاته المشبوهة مع العديد من زعماء الجريمة المنظمة على امتداد منطقة الساحل.