24 ساعة _ وكالات
عرف ليل الثلاثاء الأربعاء، اشتداد حدة التصعيد العسكري بين حماس وإسرائيل إذ أعلنت الحركة إطلاق أكثر من 200 صاروخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية ردا على استهداف طائرات حربية منازل سكنية في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرّض لقصف وغارات تتسبّب بدمار وبارتفاع في حصيلة الضحايا حسب ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
في الوقت نفسه وبحسب نفس المصدر ، تصاعدت أيضا وتيرة التهديدات المتبادلة بين الطرفين. الأمر الذي دفع بمجلس الأمن الدولي إلى دعوة انعقاد جلسة جديدة طارئة للبحث في التطورات، بينما تخوف مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط من “حرب شاملة” تتّجه إليها إسرائيل وحماس.
وبحسب ذلت المصدر أعلنت كتائب عز الدين القسام، التي تمثل الجناح المسلّح لحركة حماس، إطلاق أكثر من 200 صاروخ باتجاه إسرائيل. وقالت في بيان لها “الآن توجه كتائب القسّام ضربة صاروخيّة كبيرة بـ100 صاروخ لبئر السبع المحتلّة، ردّاً على استئناف العدوّ لقصف الأبراج المدنيّة، والقادم أعظم”.
وأضافت “الآن توجه كتائب القسّام مجدّداً ضربة صاروخيّة كبيرة إلى منطقة تلّ أبيب ومطار بن غوريون بـ110 صواريخ، ردّاً على استئناف استهداف الأبراج السكنيّة، وإن عدتم عدنا”.
وفي وقت سابق، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في مدينة غزّة بأنّ مبنى من 12 طبقة يضمّ مكاتب لمسؤولين في حماس دمّر بالكامل في غارة إسرائيليّة.
وقالت الفصائل الفلسطينية المسلّحة بحسب الوكالة في بيان مشترك إنّ “المقاومة وجّهت اليوم أكبر ضربة صاروخيّة في تاريخ الصراع مع المحتلّ الصهيوني، خاصّةً لمواقع العدوّ في تلّ أبيب وضواحيها”.
وهي المرّة الأولى التي تصل فيها الصواريخ الفلسطينيّة إلى تلّ أبيب منذ 2019، ولم تكن حينها بهذه الكثافة. وقتلت امرأة قرب تل أبيب جراء سقوط صاروخ، لترتفع حصيلة القتلى في إسرائيل في القصف الصاروخي من غزة إلى ثلاثة، إضافة الى 95 جريحا.
تزامنا مع هذا ، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء حال الطوارئ في مدينة اللدّ (وسط) التي تحوّلت بحسب الشرطة في الساعات الأخيرة مسرحًا لـ”أعمال شغب” ترتكبها الأقلّية العربيّة.
وبحسب مصور في وكالة فرانس برس، توجّه نتانياهو بنفسه مساء الأربعاء إلى المكان من أجل الدعوة إلى الهدوء، في وقتٍ كانت تُفرض فيه إجراءات أمنية مشدّدة في المدينة المجاورة لمطار بن غوريون الدولي.
في الجانب المقابل سجلت الوكالة توعد وزير الدفاع الاسرائيلي بيني غانتس بأن الضربات الإسرائيلية على غزة “ليست سوى البداية”. وقال “لا يزال هناك كثير من الأهداف في دائرة الاستهداف، هذه ليست سوى البداية”.
وفي رد عليه قال رئيس المكتب السياسي في حماس اسماعيل هنية “إذا أرادت إسرائيل التصعيد، فالمقاومة جاهزة”.
وكان نتانياهو أعلن أن بلاده ستكثّف الهجمات على حماس.
وقال في مقطع مصوّر وزّعه مكتبه “نفّذ الجيش منذ الأمس مئات الهجمات على حماس والجهاد الإسلامي في غزة (…) سنكثف قوة هجماتنا”. وأضاف أن حماس “ستتعرض لضربات لم تكن تتوقعها”. وقال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إن أكثر من 500 صاروخ أُطلقت من غزة منذ الاثنين، مشيرا الى أن غالبية الأهداف التي قصفها في غزة تابعة لحماس.
وأعلنت من جهتها حركة الجهاد الإسلامي مقتل قياديَين ميدانيَين في سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، في غارة إسرائيلية الثلاثاء. وكانت حماس أعلنت الاثنين مقتل قيادي فيها في غارة إسرائيلية شمال غزة.
فيما حذرت كتائب القسام الاثنين إسرائيل بضرورة أن تسحب قبل السادسة مساء قواتها الأمنية من باحات المسجد الأقصى. ومع انتهاء المهلة، أطلقت فصائل فلسطينية مسلحة، وبينها حماس، وابلا من الصواريخ على جنوب الدولة العبرية وفي القدس.
ويذكر بحسب نفس المصدر أن إسرائيل تحاصر قطاع غزة الذي يعيش فيه قرابة مليوني شخص منذ 2007. وحصلت ثلاث حروب مدمرة منذ ذلك الوقت بين حماس وإسرائيل في 2008 و2012 و2014.
وعلى خلفية هذا تقول الوكالة أن مجلس الأمن الدولي يعقد الأربعاء جلسة جديدة طارئة هي الثانية خلال ثلاثة أيام، بحسب ما ذكرت مصادر دبلوماسية الثلاثاء، للبحث في التطورات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
على صعيد آخر نقلت تحذير مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند من أنّ العنف المتصاعد بين إسرائيل وحركة حماس سيُفضي إلى “حرب شاملة”. ودعا الطرفين إلى “وقف إطلاق النار فورا”، مضيفا “نحن نتّجه نحو حرب شاملة. يتعيّن على قادة جميع الأطراف تحمّل مسؤوليّة وقف التصعيد”.
وحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جميع الأطراف على “خفض التصعيد وتقليل التوتر واتخاذ خطوات عملية للتهدئة”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية نيد برايس إن “الخسائر في الأرواح في الجانب الإسرائيلي والخسائر في الأرواح في الجانب الفلسطيني هي أمر نأسف له بعمق (…) مقتل أي مدني هو أمر مؤسف للغاية، سواء كان فلسطينيا أو اسرائيليا”.
وأضاف “من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها، ولكن في الوقت نفسه نأسف للمعلومات عن مقتل مدنيين ونريد ان يتوقف ذلك”.
وتحدثت مصادر دبلوماسية لفرانس برس عن محاولة مصر وقطر اللتين سبق لهما التوسط في النزاعات السابقة بين إسرائيل وحماس، تهدئة التوترات.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب أن “مصر تحركت بشكل مكثف” وأجرت اتصالات مع إسرائيل ودول عربية ذات علاقة من أجل التهدئة، لكنها “لم تجد الصدى اللازم”.
ودعت باريس الثلاثاء السلطات الإسرائيلية الى عدم استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.
وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد في بيان أن “ما يقوم به الجيش الاسرائيلي، بما في ذلك عمليات الإخلاء غير القانونية والمستمرة والقسرية بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية، هو انتهاك صارخ للقانون الدولي”.