24 ساعة _ متابعة
في تفاعل مع تصريحات سفيرة المملكة بإسبانيا كريمة بنيعيش والتي شكلت ردا على التصريحات “البئيسة ” والمضللة للخارجية الإسبانية، لفت نجيب الأضادي الباحث في العلوم الجيوسياسية إلى ما وصفه ب ” التحول النوعي في خطاب الدبلوماسية المغربية” والذي ترجمه تصريح السفيرة للصحافة الإسبانية، ومثل توضيحا شافيا اذ كشفت بشكل هادئ ومباشر الادعاءات الكاذبة والمضللة للسلطات الإسبانية في تعاملها مع قضية إبراهيم غالي، وأيضا في تعاملها مع ما حدث في سبتة .
وأكد الأضادي أن “هذا الخطاب الدبلوماسي يحيلنا على أن الدبلوماسية المغربية بهدوئها استطاعت أن تحقق انتصارا على مستوى هذه القضية حيث تميزت بالهدوء والرصانة ومعالجة المواقف انطلاقا من ردود فعل الطرف الآخر”
وحول المنحى الذي اتخذته بنية تعامل المغرب مع إسبانيا ، أورد الباحث أن “هذا التعامل في البداية كان تعاملا نديا لينتقل إلى مرحلة أخرى يتبنى فيها المغرب مقاربة تصعيدية لمسناها في الأوراق التي أصبح يشهرها المغرب في وجه إسبانيا ولعل أبرزها كشف الحقائق المتعلقة بتورط جنرالات جزائريين في تهريب غالي”
وانطلاقا من نفس الزاوية أوضح الأضادي أن هذا التحول “يقول على أن المغرب تخلص من عقدة الولاء للاتحاد الأوروبي وهذا في الأعراف السياسية يقرأ كون أن المغرب يملك قراره وسيادته، كما يملك التحكم في الوضع الإقليمي والدولي وأن له أوراق ضاغطة يمكن استعمالها”
وأشار الباحث في العلوم الجيوسياسية والاستراتيجية إلى تفصيل مهم يتمثل في كون ” تصريح السفيرة فيه نوع من اللهجة التصعيدية وربما المغرب مقبل على اتخاذ قرارات من نوع آخر قد تصل إلى توقيف التعاون الأمني والاستخباراتي كما قد يذهب لأبعد من ذلك”
ليخلص في الأخير إلى أن “المغرب دبر الأزمة بهدوء وبنوع من الحنكة السياسية كما أنه استثمر جيدا عامل الوقت، الأمر الذي خلق نوعا من الدقة والوقت المناسب سواء على مستوى البلاغات أو القرارات”