24 ساعة ـ متابعة
تحت عنوان “كسر الأومرتا: امرأة صحراوية تواصل نضالها من أجل العدالة بعد عشر سنوات من اغتصابها من قبل زعيم البوليساريو” كتبت لينا مدني في موقع “هيومن رايتس بولس” مقالا يتناول موضوع الشابة الصحراوية خديجتو محمود التي اغتصبها إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، الذي يواجه تهمة الاغتصاب من جديد بعد أن كررت المعنية بالأمر شكايتها للعدالة الإسبانية بعد عشر سنوات من اغتصابها.
وقالت لينا في مقالها إن “إبراهيم غالي تم انتخابه أمينًا عامًا لجبهة البوليساريو في عام 2016 ، وكان غالي يعمل سفيرا في الجزائر لما يسمى بجبهة البوليساريو في عام 2010 ، عندما اغتصب المترجمة الصحراوية الشابة خديجتو محمود، البالغة من العمر آنذاك 18 عاما ، التي زارت سفارة البوليساريو في الجزائر لاستخراج التأشيرة التي حصلت عليها من خلال منظمة غير حكومية إيطالية”.
وكانت خديجتو محمود تعمل مترجمة في مكتب رئيس وزراء ما يسمى الجمهورية الصحراوية. تم اختيارها لمرافقة وفد المنظمة الإيطالية غير الحكومية “ماراثون الصحراء” خلال سباق الماراثون. وتقديراً لدورها، دعت المنظمة محمود لزيارة إيطاليا. فتقدمت بطلب للحصول على تأشيرة ، لكن قبل استعادة جواز سفرها من القنصلية الإيطالية في الجزائر العاصمة ، كان عليها المرور عبر سفارة الجمهورية الافتراضية في الجزائر العاصمة، التي كان على رأسها غالي في ذلك الوقت ، من أجل الحصول على إذن بمغادرة المخيمات.
وأضافت لينا في مقالها: وبحسب شهادتها للقناة الثانية، تم تأجيل موعد تعيين محمود في السفارة من الساعة 9 صباحا حتى 7 مساء. وتتذكر أنها “وصلت إلى مكتب إبراهيم غالي وبالكاد استقبلته عندما ألقى بنفسه عليها واغتصبها”.
وأسرت خديجتو بالأمر لوالدها تحت إشارة من صديقها الذي طلبت منه مساعدها، غير أن والدتها طلبت منها الإبقاء على الأمر سريا لأنه لن يكون لها مستقبل. حيث أخبرتها والدتها أنها لن تجد شخصا يتزوجها، لأن الأمر يتعلق بالتقاليد حسب خديجتو.
وفي عام 2013 ، لجأت خديجتو محمود إلى إشبيلية بإسبانيا ، حيث تمكنت ، بدعم من أسرتها بالتبني ، من تقديم شكوى ضد غالي. هذا الأخير مطلوب في إسبانيا منذ عام 2008 لارتكابه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ، مثل الإبادة الجماعية والتعذيب والاحتجاز غير القانوني ضد عمال كناريين في الصحراء المغربية.
ورغم ذلك ، في عام 2018 ، رفضت المحكمة الوطنية الإسبانية الشكوى بحجة أن أيا من الطرفين لم يكن إسبانيًا.
وفي في مقطع فيديو تم نشره مؤخرًا على تويتر في 26 أبريل، كررت محمود دعوتها للعدالة بعد أن قالت إنها علمت من وسائل الإعلام أن مغتصبها دخل إسبانيا بهوية مزيفة لتلقي علاج طارئ من كورونا. حيث ساعدت الجزائر غالي في الوصول إلى إسبانيا بوثائق مزورة باسم محمد بن بطوش لتجنب متابعته بالتهم المتعددة ضده في الدولة الأيبيرية منذ عام 2007.
وفي 1 يونيو، استدعت المحكمة الوطنية الإسبانية، التي تتعامل مع قضايا الإرهاب والاحتيال ، زعيم البوليساريو للرد على اتهامات التعذيب والإبادة الجماعية قبل إطلاق سراحه ، بحجة أن المدعين فشلوا في تقديم أدلة على أي جريمة ارتكبها. فظل غالي بلا عقاب وعاد منذ ذلك الحين إلى الجزائر.
وعلى الرغم من أن الصحراويين انتفضوا ضد حالات الاغتصاب المتكررة في مخيمات تندوف، إلا أن قيادة جبهة البوليساريو لا تزال صامتة بشأن هذه القضية المتنامية.