كقال رئيس جمهورية غينيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ألفا كوندي، مساء الأربعاء بطنجة، إن الاتحاد الإفريقي تمكن من “إسكات صوت الأسلحة” خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وأوضح كوندي، في كلمة خلال افتتاح الدورة العاشرة من منتدى ميدايز المنظمة تحت شعار “من انعدام الثقة إلى التحديات.. عصر الاضطرابات الكبرى”، أن جرد النزاعات المفتوحة بالقارة يبرز بشكل واضح هذا المعطى، بالرغم من أن العديد من النزاعات ما زالت تنأى بإفريقيا عن بناء وإعلان طموحها نحو السلام والأمن في أفق عام 2020.
كما أشار إلى أن آليات تسوية النزاعات التي تبناها الاتحاد الإفريقي أصبحت الآن مفضلة لدى المجموعة الدولية، كما تدل على ذلك قوة مجموعة الخمس في الساحل، وهي مبادرة إفريقية لقيت إشادة من القوى العالمية، بما فيها الولايات المتحدة، التي قبلت في النهاية بالمشاركة في تمويلها.
وأكد رئيس غينيا على أن القضية الحقيقية التي يتعين أن تكون موضوع نقاش تتمثل في تشبيب القارة الإفريقية مقابل شيخوخة أوروبا، مبرزا أهمية “التأقلم مع مختلف التحولات التي تواجه واقعا يتغير على نطاق واسع”، ما من شأنه التوصل إلى تنمية متناغمة، تضمن الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
على الصعيد الاقتصادي، أكد كوندي، أن اقتصاد القارة “أكبر وأكثر تعقيدا مما يعرفه الجميع، غير أنه لاحظ أن التحليلات الأخيرة للبنك العالمي وصندوق النقد الدولي أبرزت انتعاشا محتشما للنمو بالبلدان الإفريقية.
وأشار إلى أنه إذا كان “ينظر لاقتصاد بلداننا، كما كان الشأن عليه خلال الحقبة الاستعمارية، من منظور المبادلات مع الخارج، فإن هذه المبادلات يتعين أن ترى بالنظر إلى قيمة المواد الأولية المصدرة، ومن البديهي أن نواصل التبعية إلى تقلبات الطلب الدولي والأسعار التي لا نتحكم فيها”.
وقال كوندي إننا “لن نقبل أن يتم حل المشاكل الإفريقية من الخارج”، معتبرا أن إفريقيا تتوفر على “كل المؤهلات الضرورية من أجل أخذ زمام مصيرها بيدها لتحقيق تنميتها”.
كما أشار إلى أن المغرب يمكن أن يلعب دورا مهما في تحول الاقتصاد الإفريقي، مشيدا في هذا الصدد بعودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي.
وتعرف هذه الدورة من المنتدى، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “من انعدام الثقة إلى التحديات .. عصر الاضطرابات الكبرى”، مشاركة 150 متدخلا رفيع المستوى، و3 آلاف مشارك.
وسيسلط هذا الملتقى، على مدى 4 أيام، الضوء على التنمية بإفريقيا، سواء على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية، وأيضا على مكانة القارة في العالم وعلاقتها مع القوى الإقليمية بالشمال والجنوب.