24 ساعة _ متابعة
أكد الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، أن قرار الملك محمد السادس تسهيل عودة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، تأكيد على أن حقوقهم مصونة ومحفوظة، وتشكل أولوية بالنسبة لاهتمامات جلالته.
وأوضح بوصوف، اليوم الثلاثاء، ضمن برنامج إذاعي أن هذا القرار يعد خطوة ذكية ومؤشرا قويا على جيل جديد من علاقات مغاربة العالم مع بلدهم الأصل، مبرزا أن هذه الالتفاتة الملكية هي قرار تاريخي استقبلته الجالية بارتياح كبير، خاصة بالنظر للظرفية الصحية التي جاء فيها.
وسجل أن مغاربة العالم لم يلتحقوا بوطنهم منذ بداية الأزمة فكانت الرغبة جامحة لزيارة المغرب، لكن ارتفاع أسعار تذاكر النقل أضفى صعوبة على تحقيق هذه الرغبة، لولا تدخل الملك من أجل تمكينهم من أثمنة معقولة للسفر، وهو الأمر الذي كان له أثر على نفسية المغاربة الذين عبروا عن ارتياحهم وفخرهم بهذا القرار.
وأكد بوصوف، بهذا الخصوص، أن الدولة المغربية تقوم بعمل جبار في اتجاه تعزيز الروابط بين الجالية المغربية المقيمة في الخارج والوطن، مبرزا أن تعزيز هذه الروابط يمر عبر آليتين أساسيتين الأولى ثقافية والثانية دينية.
ولفت ذات المتحدث إلى أن الآلية الثقافية تقوم على تنظيم مجموعة من الأنشطة والبرامج من طرف مجموعة من المتدخلين والفاعلين، من قبيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الثقافة ووزارة الشؤون الخارجية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ومجلس الجالية المغربية بالخارج، بالإضافة إلى المراكز الثقافية، معلنا، بالمناسبة، عن قرب فتح مركز ثقافي في باريس. بالإضافة إلى تنظيم معارض متنقلة تقام في كل عواصم العالم تعرف بالثقافة المغربية.
مؤكدا أن الثقافة المغربية هي تعبير عن الثقافة العالمية بتعدد وتنوع روافدها واحترامها الآخر، بالإضافة إلى المكانة المتميزة التي تمنحها للمرأة، مشيرا إلى أن التشبع بهذه الثقافة يساعد الجالية المغربية على الاندماج في مجتمعات الإقامة.
وفي خضم حديثه عن البرامج الثقافية التي ينجزها الإعلام العمومي الوطني لفائدة الجالية المغربية، شدد السيد بوصوف على أن “ما يلزمنا في هذا المجال هو العمل على تقديم برامج ثقافية خاصة بالشباب باللغات الأوروبية المتعددة”، مضيفا قوله “لدينا العادة أننا نشتغل باللغة الفرنسية، لكن اليوم لدينا جاليات مهمة في إيطاليا وإسبانيا وهولندا وفي ألمانيا، مما يحتم علينا نشر ثقافة مغربية بلغات أوروبية متعددة، وأن نعمل على إنتاج الثقافة المغربية بلغات أوروبية متعددة” .
وبخصوص الآلية الدينية، أوضح السيد بوصوف أن النمودج الديني المغربي نموذج وسطي يحترم الآخرين، ويدعو إلى التعدد والتنوع ويستطيع الإجابة على الأسئلة المطروحة في العالم المعاصر.
اما فيما يخص النموذج التنموي الجديد، اعتبر السيد بوصوف أن الجالية تعد بمثابة جسر قادر على تصدير المنتوج المغربي للعام باعتبارها تتدخل في قيمة التحويلات المالية التي تمكن الحكومة والدولة من تحقيق التوازن في ميزان الأداءات، بالإضافة إلى كونها خزانا للكفاءات لابد من الاستفادة منها في البحث العلمي، لاسيما وأنها تشتغل في مراكز علمية كبرى.
وأشار إلى أنه مع جائحة كورونا برزت أسماء مغربية تشتغل في مجالات الطب والبحث العلمي، من بينها منصف السلاوي في الولايات المتحدة، ورشيد اليزمي في سنغافورة، وعلماء مغاربة كُثر كانوا في الصفوف الأولى من أجل إيجاد اللقاح أو من أجل محاربة الفيروس.
وسجل أن مغاربة العالم يعبرون، دائما، عن استعدادهم للانخراط في الورش التنموي الجديد الذي يعيشه المغرب، انطلاقا من التقرير الجديد ومبادرة صاحب الجلالة من أجل تسهيل عودة الجالية المغربية، موضحا أن “هذه الدينامية الجديدة، إضافة إلى مجموعة من القرارات التي اتخذها المغرب تستلزم التجند والتعبئة وراء جلالة الملك، سواء في المغرب أو الخارج، فبناء الوطن ليس بالأمر السهل وفي الأخير تعود المسؤولية لجميع أبنائه”.