20 ساعة _ متابعة
دعا خالد فتحي، الأستاذ بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط والباحث في القضايا الصحية، إلى مزيد من اليقظة من أجل تجنب حدوث موجة جديدة تبقى نظريا ممكنة.
وحذر الدكتور فتحي، الذي حل اليوم الأربعاء ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية (ريم راديو)، أنه مع تحسن الحالة الوبائية في المغرب وانخفاض عدد الوفيات والحالات الموجودة في أقسام الإنعاش، من خطورة التراخي الملاحظ في الأيام الأخيرة بخصوص الالتزام بالإجراءات الوقائية الخاصة ب”كوفيد-19″ والمتمثلة بالأساس، في وضع الكمامة بشكل سليم واحترام التباعد الاجتماعي.
وقال “إن هذا الوضع يحمل مقاربتين، تتمثل الأولى في أن التراخي الذي أصبح يطبع سلوك المواطنين يجعلنا نتخوف من حدوث موجة جديدة تبقى نظريا ممكنة، كما حدث في العديد دول العالم، والثانية في أن هذا الإهمال قد يساهم في حدوث مناعة طبيعة تكون جنبا إلى جنب مع المناعة المتحصلة عن التلقيح وهو سيناريو قد يساهم أيضا في أن يستمر التحكم في الوضع الصحي”.
أما فيما يخص حملة التلقيح، أكد الباحث في القضايا الصحية أن المغرب قام بحملة تلقيح غير مسبوقة، وأبان عن علو كعبه في هذا الصدد، حيث فاق عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الثانية من اللقاح المضاد ل “كوفيد-19” ثمانية ملايين ملقح.
وورد ذات المتحدث أن المغرب أبان عن حنكة كبيرة في تدبير هذه المرحلة، معتبرا أن السر في ذلك يكمن في تدخل الملك محمد السادس في ما يخص تمكين المغرب من اللقاح في الوقت المناسب، ومراهنة المملكة على الاستباقية في التعاطي مع المعطيات المتوفرة وطنيا وعالميا.
وسجل أن المغرب راهن على الكفاءات المغربية التي دبرت المرحلة بشكل مبهر، وتمكن من شراء اللقاح وهو لا يزال في المرحلة الجنينية، ووفره مجانا لمواطنيه، وعبأ الموارد البشرية من أطباء وممرضين، كل ذلك ساعد في أن يقدم المغرب كنموذج ليس على المستوى القارة الإفريقية، ولكن أيضا على المستوى العربي والعالمي، مؤكدا أنه “مقارنة مع ما يجري في دول مجاورة يحق لنا أن نفتخر ببلدنا”.
وخلص الباحث في القضايا الصحية إلى أنه “من قبيل الخيال العلمي أن نتوقع أن تغادرنا كورونا يوما من الأيام، نحن ملزمون أن نتعايش مع المرض لفترة طويلة، خاصة مع الصعوبات التي تعترض التلقيح في العالم وفوارق بين الدول المتقدمة والنامية في ما يخص تمكين المواطنين من الجرعات الكافية من اللقاح، في الوقت التي تظهر سلالات متحورة من الفيروس لتطرح تحديا جديدا على المنظومة الصحية العالمية”.