أمكار عصام
من سيحق له الكلام بعد الانتخابات المقبلة ، هل الذين قبلوا بإجرائها في وقتها أم الذين طالبوا بتأجيلها ؟
هل المطلوب إجراء انتخابات أكثر تقدما من سابقاتها أم سنعيش أسوء انتخابات في تاريخ المغرب ؟
ما طبيعة السلطة التي منحت لوكلاء ووكيلات اللوائح ، ألا يختفي خلف هذه السلطة خطر استئصال كل ما هو حزبي في حياتنا العامة ؟
وفي حالة أن هذا الخطر تمكن من فرض شروطه على حياتنا العامة ، ألا يصبح كخطر مرجعا لكل يد عابثة بالتوازن السياسي المطلوب ؟
ولماذا يصمت الذين صوتوا على تأجيل انتخابات سنة 1989 ؟ هذا التأجيل الذي وضع البلاد أمام انفراج سياسي غير مسبوق تجسد في الإفراج عن العشرات من المعتقلين وإغلاق وهدم سجون سرية وبداية مفاوضات على أعلى مستوى من أجل الانفتاح على مطالب المعارضة الوطنية واليسارية ، وتم تتويج ذلك بعودة المنفيين .
وهل يعقل أن تتم الانتخابات بفارق زمني ضئيل يفصلها عن لحظة الإعلان عن النموذج التنموي ؟
أليست ضٱلة الفارق الزمني تبخيس لهذا النموذج وحصره في خانة الإجراءات الروتينية ومنعه من أن يكون موضوع حوار وطني موسع ، ولماذا تحرص النخبة السياسية على أن تُسَوِّقَ عن نفسها صورة الخائف من الحوار الوطني ؟ ما الذي يخيفهم من الحوار الوطني ؟ هل لديهم ما يخفونه عن موقفهم عن حالة التوازن بين المؤسسات ؟ ولماذا لا ينتبهون إلى أن صمتهم غير المبرر يخلق تداعيات غير مُعَبَّر عنها ولكن مُفَكَّرٌ فيها باعتبار أن الأسوء قادم حتما….. .
وبعد ، إذا كانت النخبة عاجزة عن التركيز فنتمنى ألا تفقد الذاكرة فتتذكر بعد الانتخابات أنه كلما كان المنطلق هو المصلحة العليا للوطن فلا سبيل لارتكاب الأخطاء أو الخطايا .