24 ساعة _ متابعة
في إطار الأخد والرد الذي خلقته محاكمة الريسوني بين متعاطف مع الضحايا وآخر مع المتهم شكل التسجيل الصوتي المتداول، على نطاق واسع، للمكالمة التي دارت بين الملقب بآدم و سليمان الريسوني، حقيقة رفعت الحجب عن عمق القضية بكل تفاصيلها و هو الأمر الذي سيدعم موقف الضحية الى دليل إثبات، فيكفي تلك الكلمات بكل ما تحمل من لوم و عتاب و اعتذار و شحون، لامتلاك اليقين ان ما جنى على سليمان، هو قلمه اللعين، الذي استباح حرمة آدم، غصبا من دون رضاه، حتى لو كان مثليا، ظانا ان في ذلك مبررا كافيا ليقضي منه وطره.
التسجيل الصوتي وضع المدافعين عن الريسوني، أمام حقيقة لا يمكن أن تشجبها التبريرات التي تقلل من اهمية التسجيل و مضمونه، من خلال الادعاء ان ليس في ما دار من حديث اي كلام عن واقعة الاحتجاز وهتك العرض، و ان سوء النية هي التي جعلت آدم يتعمد تسجيل المكالمة…
هذه الحيثيات تأثث مخاض سؤال رئيسي ماذا كان ينتظرون من الضحية ان يفعل بعد ما تعرض له داخل اسرة كان يتوسم ان يجد فيها ملاذا آمنا، يحمي مثليته من عنف الاسرة و المجتمع ؟
وهل كان بإمكان آدم ان يستمر في منح الثقة لشخص استدرجه الى بيته، و اعتدى عليه جنسيا في البيت الذي كانت تستضيفه فيه ربته من اجل انجاز شريط وثائقي عن المثليين؟
ان هذه المكالمة هي وحدها قرينة كافية لإدانة الريسوني و تفنيد مزاعم الذين يدفعون بانعدام حالة التلبس.
من الطبيعي و الحالة هذه ان يبحث الذين تورطوا في الدفاع عن الريسوني، عن اية قشة لتشبث بها تجنبا للغرق في كل تفاصيل هذه الفضيحة، و سيكون عليهم ان يعيدوا الاستماع للشريط مرات و مرات، حتى يزول الوقر الذي استقر في آذانهم وتطير الغشاوة التي على أعينهم والتي تجعلهم متمسكين بمنطق : ” وخا تطير معزة”