شيماء بخساس – الدار البيضاء
أعطى المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية، بشراكة مع المؤسسة الأورو متوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان، انطلاقة برنامج “إدماج المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء بجهة الدار البيضاء – سطات”، تحت شعار “حقوق المهاجرين مسؤولية مشتركة” الذي يمتد لمدة سنة (يناير 2017 – يناير 2018).
ويتوخى المركز من خلال هذا البرنامج معالجة موضوع إدماج المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء الحاصلين على وضعية قانونية، من خلال الاعتماد على مقاربة قائمة على حقوق الإنسان، وتستهدف المساهمة في إدماج المهاجرين في ثلاث مجالات وهي: التعليم، الشغل والصحة عبر خمس مراحل تتضمن برنامجا مكثفا من اللقاءات والأنشطة مع المهاجرين، إضافة إلى إعداد وتقديم تقرير حقوقي حول وضعية المهاجرين الأفارقة بالجهة.
ويقول حسام هاب، نائب مدير المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية – المكلف بالإعلام والتواصل، ومنسق برنامج “إدماج المهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء بجهة الدار البيضاء – سطات”، في تصريحه لـصحيفة 24 ساعة” الإلكترونية:” إن “مسألة تأقلم المهاجرين المغاربة داخل النسيج الاجتماعي المغربي، ترتبط بمسألتين أساسيتين: الأولى هي اختيار الفاعلين والمهتمين بظاهرة الهجرة المقاربة المناسبة، والتي يجب أن تكون إدماجية قائمة على ثقافة حقوق الإنسان وخاصة حقوق المهاجرين التي تكفلها المواثيق والاتفاقيات الأممية التي صادق عليها المغرب، من الضروري تفعليها على أرض الواقع ومساعدة المهاجرين الأفارقة على التأقلم مع المجتمع المغربي خاصة على المستوى الاجتماعي”.
واضاف المتحدث ذاته، “أن المسألة الثانية هي فهم ثقافة المهاجرين، التي هي مختلفة عن الثقافة المغربية، وعملية الفهم تتطلب التواصل المباشر مع هذه الفئة وتتبع أوضاعها ورصد أشكال تفاعلها مع المغاربة وتوفير كل الإمكانيات من طرف المؤسسات المعنية بوضعية المهاجرين حتى تكون ثقافتهم إغناء للثقافة المغربية وجسرا لتعايش مشترك بينهم وبين المغاربة”.
وبالنسبة لعنصرية المغاربة ضد المهاجرين الأفارقة، يقول حسام هاب:”
للأسف هذا واقع مغربي لا يمكننا التغاضي عنه أو إنكاره، وتقديم إجابات قطعية بشأنه سيكون متسرعا في غياب دراسات سوسيولوجية علمية، تدقق مسألة ازدياد مستوى الميز العنصري ضد مهاجري دول جنوب الصحراء في السنوات الأخيرة”.
يضيف المتحدث ذاته ” لكن يمكننا القول بأن حالات العنصرية ترجع أولا إلى طبيعة تعامل بعض وسائل الاعلام المغربي مع هذه الفئة، حيث يتم تمرير خطابات عنصرية ضد الأفارقة عن قصد أو بغير قصد، وهي بذلك لا تقوم بدورها المسؤول في نشر ثقافة وقيم حقوق الإنسان، بل إنها تساعد على انتشار التمييز والعنصرية تجاه هؤلاء المهاجرين، إضافة إلى وجود حمولة ثقافية لدى المغاربة تقوم على التمييز خاصة بسبب اللون أوالجنس أو الدين، وهم بذلك ينسون أن المغاربة شعب ينتمي إلى إفريقيا، وهكذا فعلى مستوى التمثل الاجتماعي يعتبرون أن الإفريقي هو الشخص ذو البشرة السمراء كما يعتبرونه مختلفا عنهم لهذا السبب. وهناك مغاربة يمارسون العنصرية لأنهم يتعرضون لها أيضا خصوصا خارج حدود بلادهم وقد يرون في ذلك مبررا للممارسات الموجهة ضد الأجانب في بلدهم”.
وعن الصعوبات التي يواجهها المهاجرون الأفارقة بالمغرب، يقول حسام هاب، أن أهم “صعوبة تواجه المهاجرين الأفارقة هي الانتقال من مستوى التسوية الإدارية للوضعية القانونية في المغرب، إلى الاندماج بشكل عضوي داخل المجتمع المغربي على مستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي، وهذا الاندماج يتطلب عملا جبارا من الدولة بمختلف مؤسساتها المعنية بظاهرة الهجرة، ومنظمات المجتمع المدني التي من واجبها تكوين المهاجرين في المجال الحقوقي وتحسيسهم بالمخاطر التي قد يتعرضون لها وتعريف المهاجرين بالثقافة المغربية وخاصة اللغة والعادات والتقاليد، وانخراطا جديا لجمعيات المهاجرين الأفارقة بدل التقوقع على الذات من أجل التعريف بثقافتهم والانفتاح على مختلف مكونات المجتمع المغربي والبحث عن شراكات مع الفاعلين في الموضوع تساعدهم على الاستقرار والاستفادة من كامل الحقوق وتأدية واجباتهم كمواطنين “.