24 ساعة-متابعة
جدد الملك محمد السادس، بمناسبة خطاب عيد العرش، دعوة صريحة إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون من أجل سويا دون شروط، لبناء علاقات ثنائية أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار
وقال الملك، في خطابه الموجه إلى الأمة قبل قليل بمناسبة ذكرى عيد العرش العلوي المجيد، أن “واقع الحال لا يرضينا وليس في مصلحة شعبينا وغير مقبول من العديد من الدول”، مضيفا، جلالته، “قناعتي أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين”، و”إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي ومبدأ قانوني تكرسه المواثيق الدولية بما فيها معاهدة مراكش التأسيسية للمغرب العربي والتي تضمن حرية تنقل الأشخاص والسلع ورؤوس الأموال” .
واستطرد الملك قائلا “عبرت على ذلك صراحة منذ سنة 2008، وأكدت عليه عدة مرات في مختلف المناسبات”.
وفي رسالة بليغة من العاهل الكريم، أكد جلالته أن “لا فخامة الرئيس الحالي ولا السابق ولا أنا مسؤولين على قرار الإغلاق، ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا أمام الله والتاريخ والمواطنين.. ليس هناك أي منطق معقول يمكن أن يفسر الوضع الحالي.. الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود أصبحت متجاوزة ولم يعد لها مبرر مقبول.. لا نريد أن نعاتب أحدا أو نعطي الدروس لأحد وإنما نحن إخوة فرق بيننا جسم دخيل”.
واعتبر العاهل الكريم أن “ما يقوله البعض من أن فتح الحدود سيجلب الشر والمشاكل فهو غير صحيح وهو خطاب لا يمكن أن يصدقه أحد في عصر التواصل والتكنولوجيات الحديثة.. الحدود المغلقة تساهم في إغلاق العقول التي تتأثر بما تروج له بعض وسائل الإعلام من معلومات مغلوطة”، والتي يدعي بعضها أن “المغاربة يعانون من الفقر ويعيشون على تهريب المخدرات”، مشددا جلالته على أنه “بإمكان أي كان التأكد من صحة هذه الادعاءات خصوصا وأن هناك جالية تعيش في بلادنا وأوروبيين يعرفون حقيقة الأمور”.
وأضاف صاحب الجلالة “أؤكد لأشقائنا في الجزائر أن الشر والمشاكل لن يأتيكم من المغرب كما لن يصلكم أي تهديد.. ما يمسكم يمسنا وما يضركم يضرنا.. امن الجزائر واستقراره وطمأنينة شعبها من أمن المغرب.. ما يمس المغرب يؤثر على الجزائر والعكس صحيح”.
وشدد العاهل الكريم على أن المغرب والجزائر يعانيان معا من الهجرة والتهريب، وأن العصابات التي تقوم بذلك “هي عدونا الحقيقي والمشترك”، مشيرا جلالته “إذا عملنا سويا على محاربتها سنتمكن من الحد من نشاطها وتجفيف منابعها”.
وفي سياق آخر، قال جلالة الملك “ونتأسف للتوترات الإعلامية والدبلوماسية بين المغرب والجزائر، والتي تسيء لصورة البلدين وتترك انطباعا سلبيا لا سيما في المحافل الدولية.. ندعو إلى تغليب منطق الحكمة والمصالح العليا لتجاوز هذا الوضع المؤسف الذي ينهك طاقة بلدينا.. المغرب والجزائر أكثر من دولتين جارتين وإنما توأمين متكاملين”.
وخلاص العاهل الكريم إلى القول “أدعو فخامة الرئيس الجزائري إلى العمل سويا لتطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبينا”.