أسامة بلفقير _ الرباط
بين الأمس واليوم تغير طموح زعيم الاستقلاليين، حفيد علال الفاسي..نزار بركة، الذي سبق أن صرح قبل الانتخابات بأنه لا يطمح لرئاسة الحكومة المقبلة، وهو تعبير يتناسب مع القدرات الانتخابية لحزب، عاد مؤخرا لإبداء رغبته في قيادة التحالف الحكومي الذي ستفرزه انتخابات 2021، رغم أن كل المؤشرات تبقي “الاستقلال” بعيدا عن تصدر النتائج.
ما يجعل اليوم نزار بركة من فئة الشخص غير المناسب لقيادة الحكومة المقبلة، هو أنه ساهم في الوضع الذي تعيشه فئات عريضة من المغاربة اليوم..كيف لا، وهو الذي ساهم من موقعه كوزير للاقتصاد والمالية في تنفيذ عدد من السياسات، علما أن البرنامج الانتخابي للحزب لا يخرج عن أمور هي في واقع الأمر قيد التنفيذ.
برنامج حزب الاستقلال لم يخرج عن “الصندوق”، ولم يبدع في إيجاد الحلول لإشكالات عويصة..كباقي الأحزاب المتنافسة، يعد الاستقلاليون المغاربة بأمور تمثل مشاريع استراتيجية بالنسبة للدولة..لاسيما في مجال الحماية الاجتماعية، وتنزيل النموذج التنموي بمختلف تفاصيله..في النهاية، نحن أمام برنامج “غير مبدع”.
لقد حريا بنزار بركة، وهو كبير الاقتصاديين بحزب الاستقلال، أن يعود فقط إلى التعديلات التي يقدمها حزبه سنويا في مشروع قانون المالية ويتعهد بتطبيقها..أن يتعهد بتخفيض الضرائب على الفئات التي تدرس أبناءها في القطاع الخاص..أن يتعهد بتوفير التطبيب والخدمات الصحية اللائقة..أن يتعهد بالكرامة لكل مواطن مغربي..أن يتعهد مثلا بإدماج أصحاب “محضر 20 يوليوز”…أن يتعهد بأمور خارج ما هو مسطر..وأن يقول لنا، بالدقة اللازمة، من أين سيأتي بالموارد اللازمة لتمويل كل هذه التعهدات…
على نزار بركة، الذي خبر جيدا قوانين المالية وكيف يتم تحديد عدد المناصب المالية، أن يقول لنا بالشفافية اللازمة كيف سيوفر المناصب المالية اللازمة لإدماج الأساتذة أطر الأكاديميات في الوظيفة العمومية بدون لف ولا دوران..فما التزم به حزب الاستقلال يفوق كل التعهدات التي قدمتها باقي الأحزاب، بما في ذلك وعد 7000 درهم الذي أعلنه “التجمع”..إذا أقنعنا بركة بخلطته السحرية لتوفير أزيد من 80 ألف منصب شغل لإدماج “المتعاقدين”، فآنذاك يكون الرجل المناسب في رئاسة الحكومة.