اسامة لفقير ـ الرباط
ما الذي ينتظره العالم لإعلان “البوليساريو” جماعة إرهابية؟ كل المؤشرات على الأرض تؤكد بأن هذه الجماعة الانفصالية المتطرفة، قد تحولت إلى تنظيم خطير يهدد الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، من خلال تفريخ المسلحين وتوجيههم نحو الجماعات المسلحة في المنطقة.
اليوم نقف أمام زلزال يضرب التنظيمات المتطرفة في هذه المنطقة. فقد أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى قتل على أيدي قوات بلده. وقد شكل عدنان أبو وليد الصحراوي تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى في عام 2015. وقد تورطت هذه الجماعة الإرهابية في معظم الهجمات في المنطقة، ومن بينها القتل المستهدف لعمال الإغاثة الفرنسيين في عام 2020.
من يكون عدنان أبو الوليد الصحراوي؟ وكيف انتقل من جماعة “البوليساريو” إلى تنظيم “داعش”؟ الإسم الحقيقي لهذا الإرهابي هو لحبيب عبدي سعيد، وقد ولد في مدينة العيون المغربية عام 1973. بعد سنوات من العيش داخل أرض الوطن، التحق “الصحراوي” بتنظيم “البوليساريو” فوق التراب الجزائري، حيث حصل على منحة من جبهة “البوليساريو” ونال شهادة الإجازة في العلوم الاجتماعية بجامعة الجزائرية، والتي تخرج منها عام 1997.
ووفق بعض التقارير، فقد عمل لحبيب عبدي سعيد في “اتحاد الشباب الصحراوي”، حيث كان مسؤولا عن استقبال ومرافقة الوفود الأجنبية التي تزور مخيمات تندوف. وفي ظل انعدام الأفق داخل سجن تندوف، بدأ مسار “الصحراوي” يجنح نحو التطرف، حيث انضم إلى الحركات الإسلامية التي بدأت بالظهور داخل المخيمات خلال سنوات 2000.
ظل عنصر البوليساريو هذا ينشط داخل المخيمات، وهو يعيش على وقع أمراض نفسية تقتات على أحلام من الماضي. فلا هو واصل العيش بكرامة داخل وطنه الأم، ولا هو تمكن من تحقيق الأحلام التي كانت ترسم أمامه من طرف عصابات الجبهة الانفصالية، ليقرر سنة 2010 احترام العمل الإرهابي من خلال مغادرته لتندوف إلى شمال مالي عبر موريتانيا برفقة عدد من الصحراويين، قبل أن يقوم سنة 2011 بإنشاء “حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا” التي أيدت تنظيم “القاعدة”، وأصبح المتحدث باسمها وكان أول ظهور علني له عندما نفذت الجماعة عملية اختطاف ثلاثة أجانب عاملين في المجال الإنساني في تندوف. وذاع صيته في عامي 2012 و2013، بعد أن شاركت الجماعة في السيطرة على شمال مالي.
جرت مياه كثيرة تحت الجسر، وعرفت انخراط أبو وليد الصحراوي في عدد من العمليات الإرهابية، إلى أن أعلن سنة 2015 مبايعته لتنظيم “داعش” الإرهابي. في 2019، وبعد سنتين على كمين أودى بحياة أربعة جنود أميركيين في النيجر، أعلن “برنامج المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى تحديد مكان أبو وليد الصحراوي.