24 ساعة ـ متابعة
بعد فترة تراجع نتيجة الأزمة الصحية والاقتصادية، بدأت منصة صناعة الطيران المغربية تستعيد زخمها تدريجيا، وذلك بفضل تدشين مصانع جديدة وإطلاق مشاريع طموحة لتحديث القطاع.
ومع توالي الإعلانات عن افتتاح أو توسيع المواقع الصناعية من قبل فاعلين بارزين في المجال، بدأ القطاع ينتعش ببطء لكن بثبات، مع زيادة التركيز على الرقمنة وخفض الكربون، بما يتماشى مع أحدث اتجاهات الصناعة على مستوى العالم. وقد تموقعت منصة الطيران الوطنية، بفضل مزاياها المتعددة وخبرتها المتأصلة، كوجهة مفضلة للأسماء الوازنة في القطاع، التي تبحث عن بيئة آمنة ومواتية للابتكار وخلق القيمة.
وتشهد أحدث المنشآت الصناعية التي تم استقبالها بحفاوة في المغرب على هذه الثقة، خاصة وأن الفاعلين الذين يقفون وراءها متخصصون في قطاعات عالية التكنولوجيا، وهو ما من شأنه أن يدعم إشعاع علامة (صنع في المغرب) والارتقاء بإمكانات الصناعة الوطنية.
ويتبدى هذا التقدم المحرز، أساسا، في إبرام شراكة نهاية غشت المنصرم بين شركتي الطيران (بيلاتوس) و(سابكا) من أجل التجميع الكامل في الدار البيضاء لهياكل طائرة (بي سي -12). وينص العقد على تجميع هياكل الطائرات والأجنحة وأدوات التحكم في الطيران، بما في ذلك تركيب الأسلاك الكهربائية. وسيكون أول تجميع بالوحدة الصناعية الجديدة لمجموعة “سابكا” بالدار البيضاء جاهزا للتسليم إلى خط التجميع النهائي بـ Stans في سويسرا، بحلول نهاية سنة 2022.
وبعد افتتاح أول موقع لها في الدار البيضاء سنة 2018، قررت شركة (هيكسيل) المصنعة للمواد المركبة المتقدمة لقطاع صناعة الطيران، مؤخرا، توسعة مصنعها في الدار البيضاء المتواجد بالمنطقة الحرة (ميد بارك).
ومن خلال توفير المواد الهيكلية الخفيفة ذات الأداء العالي، المستخدمة على وجه الخصوص من قبل صناعات الطيران التجاري والفضاء والدفاع، يعزز هذا المركز الصناعي موقع المغرب في مجال تقنيات الطيران العالية على مستوى العالم. كما باتت المنطقة الحرة (ميد بارك)، متعددة الخدمات، الوجهة المفضلة للعديد من شركات الطيران، حيث افتتحت، على سبيل المثال، مجموعة (Le Piston Français) مصنعا جديدا مخصصا لإنتاج الأجزاء الميكانيكية عالية التقنية الموجهة لصناعة الطيران.
ويعتبر هذا المصنع الأول من نوعه بالمغرب المتخصص في صناعة الأجزاء المعدنية الصلبة الدائرية لمحركات الطائرات. وتعتمد هذه البنية الجديدة منظومة محركات الطائرات التي تم إرساؤها في إطار مخطط التسريع الصناعي.