انكشفت أخيرا حقيقة غياب شخص لمدة خمس سنوات نواحي مراكش، حيث تبين أن الأمر لايتعلق بغياب عادي، بل إن المعني بالأمر قتل على يد أبناء أخيه، وهكذا فحسب مصادر موثوقة لجريدة “24ساعة” الإلكترونية، إنه و بعد أزيد من خمس سنوات من التكتم والتستر على جريمة قتل راح ضحيتها شاب البالغ من العمر لحظتها قرابة 40 سنة.استطاع كوموندو أمني مكون من المركز القضائي لدرك شيشاوة، الضابطة القضائية لدركية مجاط، الدرك العلمي بالمركز الجهوي لمراكش، فك خيوط عملية إجرامية دقيقة ومعقدة، بعد تقاطر العشرات من الشكايات على المصالح المركزية من طرف ابن شقيقة الهالك، الذي لم يكن سوى طالبا للعلوم الشرعية بنواحي أكادير.
الخيط الرفيع
تقدم شخص منحدر من دوار إدازن مسقط رأس الضحية، بإخبارية لدى قائد الدرك الملكي بمجاط، تفيد معرفته بهوية المتهم الرئيسي، بعد أن أخبره في جلسة ” قصارة ليلية” خارج تراب الإقليم أنه هو من قتل عمه دون أن يكشف له عن كيفية تنفيذ الجريمة ومصير جثة القتيل، خيط رفيع للجريمة احتفظ به الكومندو المكلف بالتحقيق دون أن يظهره للمتهمين طيلة أطوار التحقيق، وبعد التنسيق مع المصالح المركزية والجهوية في الموضوع بناء على هذه الإخبارية، وجهت هذه الأخيرة تعليماتها الصارمة للتحقيق مع أقارب الهالك واحدا واحدا نساء ورجالا، حيث جرى الاستماع لأزيد من 24 مشتبها فيه، إلى أن تم الاستقرار على حلقة مركزية من المتهمين والمكونة من 6 أشخاص.
وبعد تضييق الخناق على المتهمين والتحقيق مع كل واحد منهم على انفراد بمركز درك شيشاوة بتنسيق مع الضابطة القضائية لدرك مجاط، بدأت خيوط أخرى تنتظم بناء على تناقضات التصريحات التي يدلي بها كل واحد من المحقق معهم من جهة، وانسيابية المعطيات التي استطاع المحققون الوصول إليها لخبرتهم في علم الجريمة التي جرى مراكمتها بالممارسة، و استغرق التحقيق مع المتهمين والمشتبه فيهم زهاء 72 ساعة متقطعة، قبل أن يقرر رئيس فرقة التحقيق اللجوء مباشرة إلى شخص شكل الخيط الرفيع لحل الجريمة، وجرت مقابلته بالفاعل الرئيسي، ليواجهه باعترافاته التي سبق له أن كشف له بها في جلسة ” قصارة” بإحدى المدن الساحلية، ورغم محاولة تنكره ونفيه لذلك، حوصر بكثرة الأسئلة ودونما أي عنف مادي من قبل المحققين، انهار جدار الصمت الجرمي للمتهم.
وكشف المتهم الرئيسي أنه هو من قتل عمه بمعية شقيقه وصهره ، وأنهم قاموا بتقطيع جثة الضحية بواسطة “جناوى والمنشار” ليلا إلى سبعة أجزاء، وكل طرف من جثمانه دفن في منطقة متباعدة عن أخرى بدوار ادازن، وغالبية أطراف الجثة بمحيط المقبرة.
اعترافات أدخلت المتهم في حالة هستيريا عنيفة جدا، ليواجه الشقيق والصهر بالاعترافات التلقائية لشريكهما في الجريمة، وأقرا بالمنسوب إليهما، وبعد اطلاع الوكيل العام للملك والرؤساء المركزيين والجهويين بالأمر، قرر الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بمراكش، إخلاء سبيل كل من الشاهد على الجريمة ابن صهر المتهم الرئيسي وشاهد آخر على الجريمة وأعطيت لهما التعليمات بعدم السفر بعيدا عن تراب الجماعة إلى حين استكمال التحقيق وتقديمهما أمام الوكيل العام للملك ليقول كلمته في الموضوع، فيما تم الاحتفاظ ببقية المتهمين رهن تدابير الحراسة النظرية بالمركز القضائي لدرك شيشاوة ليلة يوم أمس الثلاثاء 21 نونبر.
وقام فريق من الدرك العلمي بانتشال أطراف الجثة في المناطق السبعة، التي كشف عنها المتهمون، وسط صدمة عارمة عمت دوار ادازن بجماعة ادويران، فيما عبر ابن شقيقة الهالك عن ارتياحه وارتياح والدته وكل أقارب الهالك بعد ظهور الحقيقة، ملتمسا من القضاء القصاص لروح خاله.