24 ساعة_ يوسف المرزوقي
في الوقت الذي تعيش فيه ساكنة مخيمات تندوف بالجزائر، الفقر المدقع والقهر وأسوأ الظروف الاجتماعية البائسة؛ صرف زعيم جبهة ”البوليساريو” الانفصالية أزيد من 58 ألف يورو ( ما يزيد عن 58 مليون سنتيم مغربية)؛ خلال فترة إقامته في إسبانيا، لمدة 44 يوما، من أجل التداوي من فيروس ”كورونا” الذي ألم به.
وكشفت معطيات من مصادر إسبانية متطابقة؛ أن غالي الذي يستغل ظروف سكان تندوف، ليتوسل ويتسول المساعدات الدولية من أجل ”إغاثة” صحراويي المخيمات؛ لم يتوانى عن إنفاق هذا المبلغ الضخم على شخصه خلال إقامته الفخمة بمدينة سرقسطة الإسبانية.
وأوضحت المصادر أن غالي الذي وصل إلى إسبانيا، ليلة 18 أبريل، لم يلجأ إلى ملء استمارة نظام التغطية الصحية الإسبانية الذي يملكه منذ سنة 2006، وقرر دفع فاتورة إقامته وعلاجه على نفقته الخاصة؛ خشية أن يُفتضح أمره، لكونه دخل الأراضي الاسبانية بهوية مزورة تحت اسم ”محمد ابن بطوش”؛ بينما مُسجل في التغطية الصحية باسمه الحقيقي ، ابراهيم غالي سيدي محمد عبد الليل.
وذكرت المصادر أنه بالرغم من عدم معرفة عدد الأيام التي قضاها بالضبط في وحدة العناية المركزة داخل مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو بسرقسطة؛ بسبب القانون الإسباني الذي يحمي خصوصية المرضى؛ لكن وبناء على مرسوم من وزارة الإدارة العامة والمالية الإسبانية، الذي يُحدد وينظم الخدمات الصحية للأفراد في مراكز الخدمات الاجتماعية؛ يمكن بسهولة تحديد تكاليف فاتورة غالي الغامضة.
وبناء عليه؛ فإن الإقامة والسرير، كلف زعيم الجبهة الانفصالية، 771.85 يورو يوميا؛ بينما تبلغ تكلفة الإقامة في وحدة العناية المركزة 2300.55 يورو عن كل يوم.
وبما أن غالي، ظل تحت العناية المركزة لمدة 16 يوما على الأقل أو أكثر من ذلك بقليل؛ وفق شهادته أمام القاضي؛ فإن التكلفة الدنيا لتلك لذلك، بلغت حوالي 36808 يورو. وبما أنه قد قضى الأيام الـ 28 الأخرى، في المستشفى إلى حين تهريبه إلى المطار عبر سيارة إسعاف وبعدها إلى الجزائر؛ فجر 02 يونيو الماضي وبالضبط على الساعة 5:22 دقيقة؛ فإن ذلك كلف 21611 يورو؛ أي أن تكلفة العلاج وحدها وصلت إلى ما لا يقل عن 58411 يورو؛ دون احتساب مصاريف سيارة الإسعاف التي هُرب بها إلى المطار ومصاريف تذاكر التنقل.
ومن المتوقع أن تكشف الشهادة؛ التي سيدلي بها مدير المستشفى أمام المحكمة الوطنية الإسبانية؛ خلال الشهر الجاري؛ تفاصيل وحقائق أخرى عن تكاليف وعلاج غالي، ومن دفعها.