حاورته: غيثة الرجاء في الله
تزامنا مع انتخابات مجلس المستشارين، أجرت جريدة “24 ساعة” الإلكترونية حوارا مع هشام برجاوي، أستاذ في العلوم السياسية والقانون الدستوري. لمناقشة سياقات إجراء انتخابات مجلس المستشارين، وتسليط الضوء على هيمنة التحالف الحزبي الثلاثي في سلسلة انتخابات 2021، وكدا السبب وراء حرمان العنصر النسوي من الحصول على مقاعد داخل مجلس المستشارين.
كيف تقرأ سياقات إجراء انتخابات مجلس المستشارين ؟
في البداية شكرا على الاستضافة ، وجوابا على سؤالكم، نتائج انتخابات مجلس المستشارين كانت مرتقبة ومتوقعة، لأن الهيئات الناخبة التي يتكون منها مجلس المستشارين سيطرت عليها الأحزاب الثلاث (حزب التجمع الوطني للأحرار، حزب الأصالة و المعاصرة، حزب الاستقلال) كما سيطرت على مجالس الجماعات الترابية، الانتخابات المهنية وعلى انتخابات ممثلي الأجراء وغيرها. فنتيجة انتخابات مجلس المستشارين هي نتيجة ميكانيكية حسابية ليس فيها أي عنصر مفاجئ، ولو لم تكن النتائج كما هي الآن جاز لنا أن نقول أن هناك مشاكل داخلية ومشاكل في التنسيق والترغل في الأغلبية الحكومية ولكن لحسن الحظ النتائج تبرهن على وجود تفاهم وتجانس إلى حدود الآن داخل الأغلبية الحكومية.
من وجهة نظرك هل كان من المتوقع أن انتخابات مجلس المستشارين ستكرس هيمنة التحالف الحزبي الثلاثي ؟
أكيد لأن مجلس المستشارين يتكون من ممثلي الهيئات السوسيومهنية ومن ممثلي الأجراء، الجماعات الترابية التي سبق للأحزاب الثلاث سيطرت عليها وبقوة.
كما هو متعارف عليه أنه في القليل ما نجد العنصر النسوي حاصل على مقعد في مجلس المستشارين ، فمن وجهة نظرك ما هو السبب؟ وهل هناك بالفعل إرادة سياسية لترشيح النساء من أجل نيل مقاعد بمجلس المستشارين أم لا ؟
بخصوص هذا الموضوع في اعتقادي السبب الرئيسي هنا أن الفاعلين السياسيين في المغرب عندما لا ينص القانون على إجبارية إدماج النساء في العمل السياسي فإنهم لا يعطون لهن الأولوية والأسبقية، فالمشكل هنا هو مشكل ثقافي وليس قانوني أو مسطري، القانون وضع آليات للتمييز الإيجابي لكن توجد مقاومة ثقافية وتربوية، الفاعل السياسي لم يقتنع بعد بجودى المناصفة وإتاحة الفرصة للنساء للمساعدة في صناعة القرار العمومي، لهذا فضعف تمثيلية النساء في مجلس المستشارين راجع في اعتقادي إلى عوامل ثقافية وتربوية في الأساس، لأنه نلاحظ عندما يفرض القانون على الفاعلين السياسيين تمثيلية النساء في إطار آليات التمييز الإيجابي فهم يقومون بذلك، وعندما لا يوجد إجبار أو إلزام قانوني فإنهم يعزفون عن إعطاء النساء الفرصة للمشاركة في لإثبات ذاتهن و المساهمة في صناعة القرار العمومي . لا يمكن لنا أن نقول أن الإرادة السياسية لترشيح النساء في العمل السياسي منعدمة لكن يمكننا وصفها بمرحلة جنينية في طور التشكل.