24 ساعة- يوسف المرزوقي
جدد الملك محمد السادس؛ اليوم الخميس؛ الثقة في وزير الخارجية المغربي؛ ناصر بوريطة، بسبب حنكته السياسية وتسييره للدبلوماسية المغربية بمنطق الصرامة وفرض الأمر الواقع؛ مما جعل المغرب، يحظى على المستوى الخارجي باحترام الأعداء قبل الأصدقاء.
وتباينت ردود الفعل الدولية في الإبقاء على إسم بوريطة برأس وزارة حساسة مثل الخارجية؛ وكان أولى الردود من ” أعداء المملكة” وعلى رأسهم الجارة الجزائر، التي سارعت أدواتها الإعلامية إلى مهاجمة بوريطة، مباشرة حين علمها ببقائه في منصبه؛ كما ان توجسا ساد لدى الجارة الأخرى إسبانيا، التي بدورها مرت علاقاتها مع الرباط بفترة فتور لشهور، بسبب إستقبالها لزعيم جبهة ”البوليساريو” الانفصالية، شهر أبريل الماضي، قصد العلاج من ”كورورنا”.
في هذا الصدد، شنت جريدة ” الشروق ”المقربة من دوائر القرار في الجزائر، هجوما غير مفهموما على برويطة، وقالت إن ”الملك محمد السادس جدد الثقة في عراب التطبيع”؛ وهو ما يؤكد بالملموس أن الوزير بوريطة بات يشكل عقدة لعسكر الجزائر، وأن تجديد الثقة فيه من قبل الملك، كمن وضع غصة في حلق جنرالات قصر المرادية.
ويرى مراقبون أن الملك محمد السادس، وبتجديده الثقة في بوريطة، بعث رسالتين أساسيتين؛ الأولى تتمثل في تأكيد الدعم الملكي الكامل لوزير الخارجية وفريقه الدبلوماسي؛ والثانية موجهة للخارج وخاصة الأعداء الذين كانوا ينتظرون التضحية بناصر بوريطة، قبل أن يأتيهم الجواب اليوم الخميس، من داخل قصر فاس.
من جهتهم؛ ساد توجس لدى مسؤولين ومراقبين إسبان؛ وإن لم يصل إلى درجة الهجوم كما فعلت الجزائر؛ في قضية الإبقاء على بوريطة وزيرا للخارجية.
وفي هذا الصدد؛ قال الخبير والباحث الإسباني في العلاقات بالعالم العربي والثقافات؛ أنطونيو شافيز، إن المغرب شكل حكومة جديدة، اليوم، مع الإبقاء على وزير الخارجية بوريطة، وهو ما يفيد أن مراقبين إسبان كانوا يعتقدون أن بوريطة لن يتم استوزاره مٌُجددا؛ إلا أن هذا الأمر لم يقع؛ خصوصا وأن إسبانيا ضحت بوزيرة خارجيتها السابقة؛ لايا غونزاليس؛ وذلك من أجل الإسراع في احتواء الأزمة مع المغرب بتقديمها كبش فداء.