يوسف المرزوقي- الرباط
تسعى الجزائر، نحو حشر المبعوث الأممي الجديد إلى الصحراء؛ السويدي ستافان دي ميستورا؛ في الزاوية الضيقة ووضع كل العراقيل الممكنة أمامه، وإجهاض مبادرته في مهدها، الرامية إلى إيجاد حل للنزاع المفتعل الذي عمر طويلا.
وحاولت الجزائر بكل الطرق الدفع نحو إحداث تعديلات على مشروع قرار جديد يهم تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة؛ يتضمن توسيع مهمتها لتشمل ”مراقبة حقوق الإنسان؛ إلا أن فرنسا التي تحوز على حق ”الفيتو” رفضت ذلك بقوة؛ وهو ما أغضب صناع القرار في قصر المرادية.
وتأتي تحركات الجزائر المناهضة لوحدة المملكة والتي من شأنها عرقلة مهمة دي ميستورا، أياما فقط من اجتماع أممي يخصص لمناقشة مسألة تجديد البعثة الأممية ”المينورسو”؛ الجمعة المقبل؛ لسنة إضافية وذلك إلى غاية 31 أكتوبر 2022.
ولا يعتبر موقف الجزائر التي تُهدد بافتعال أزمة دبلوماسية مع باريس جراء موقفها هذا؛ نشازا؛ رغم أنها ما فتئت تؤكد ألا دخل لها في نزاع الصحراء؛ إلا أن مثل هكذا محطات يؤكد أنها فاعل أساسي يحرك طموحات جبهة ”البوليساريو” في الانفصال.
ومن شأن الموقف الجزائري الجديد أن يعمق الأزمة المندلعة أصلا بين البلدين، بعد التصريحات التي أطلقها ماكرون، خلال الأسابيع الأخيرة.
وللمرة الثانية؛ في أقل من أسبوع؛ بعد تعيين المبعوث الجديد، تعرقل الجارة الجزائر مساعي المملكة ومعها الأمم المتحدة، في إيجاد حل متوافق لنزاع الصحراء؛ إذ انسحبت الجمعة الماضي من محادثات المائدة المستديرة التي تتبناها الأمم المتحدة بشأن الصحراء المغربية بعد أيام فقط من تعيين المبعوث الجديد.
وعبر المبعوث الجزائري الخاص المكلف بنزاع الصحراء، عمار بلاني، لوكالة الأنباء الرسمية لبلاده؛ عن رفضه التام لهذه المائدة المستديرة لكونها ” غير متوازنة”.
واتهم السفير المغربي الدائم لدى الأمم المتحدة؛ الشهر الماضي؛ الجزائر وجبهة البوليساريو، بالوقوف وراء تأخر تعيين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مبعوثا شخصيا له إلى الصحراء المغربية، مشددا على أن المغرب متشبث بالحل السياسي بغض النظر عن هوية المبعوث الأممي.
وقال هلال إن تلكؤ “الأطراف الأخرى منذ فترة طويلة”؛ في إشارة إلى الجزائر وصنيعتها البوليساريو؛ وراء تأخر تعيين مبعوث جديد؛ مشددا على أن المملكة توافق على دي ميستورا.