ترجمة يوسف المرزوقي
تسارع الجارة الشمالية إسبانيا الزمن من أجل إيجاد مخرج للتزود بالغاز الجزائري؛ خصوصا وأن الوقت بات يداهمها، إذ لم يتبق للعقد الموقع بين المغرب والجزائر بشأن تمرير غاز الجارة الشرقية عبر تراب المملكة سوى أربعة أيام.
وتأتي مساعي إسبانيا، في ظل تعنت جزائري عبر إصرارها على عدم تجديد العقد الموقع بين المغرب والجزائر، منذ سنة 1996 أي قبل 25 سنة؛ وهو ما دفع مسؤولي إسبانيا، نحو التوجه إلى الجزائر لمقابلة نظرائهم هناك.
وكانت الزيارة التي قامت بها وزيرة البيئة الإسبانية، نائبة رئيس الحكومة بيدرو سانشيز؛ اليوم الأربعاء؛ إحدى تجليات هذه المساعي؛ إلا أن تقارير إعلامية أجمعت أن المسؤولة الإسبانية الرفيعة المستوى، عادت بـ ”خفي حنين”، رغم تلقيها ”تطمينات” من الجانب الجزائري، بتزويدها بحاجياتها من هذه المواد الحيوية التي تحتاجها إسبانيا بشكل أكبر في فصل الشتاء الذي يطل على الأبواب.
ورغم أن المسؤولة الإسبانية؛ تيريزا ريبيرا؛ لم تكشف بشكل صريح؛ وهي تتحدث لوسائل الإعلام؛ عن رفض أو رغبة الجزائر في تجديد عقدها مع المغرب؛ إلا أن تقارير إسبانية، قالت إن الموضوع حسم وأن قصر المرادية لا يرغب في الأمر؛ بسبب أزمة مفتعلة مع المملكة، ستؤثر بشكل كبير على المنطقة ككل، بل وعلى الجيران الأوروبيين، خصوصا إسبانيا.
جريدة ”الباييس” الإسبانية الواسعة الانتشار؛ أوردت مقالا في الموضوع، مساء الأربعاء، جاء فيه أن وزيرة بلادها كشفت أنها تلقت ”طمأنة” من محمد عرقاب؛ وزير الطاقة والمناجم الجزائري، خلال اللقاء الذي جمعهما اليوم؛ إلا أن المسؤولة الإسبانية لم تكشف عما إذا كانت الجزائر ترغب في تجديد العقد مع الرباط.
وشددت الصحيفة على أن إغلاق الأنبوب، بمجرد انتهاء العقد يوم 31 من الشهر الجاري، يُشكل ”انتكاسة حقيقية” لاسبانيا، ويضعها في أزمة غير مسبوقة في مجال الطاقة.
وأشارت إلى أن الأنبوب البديل الذي تتحدث عنه الجزائر، لن يكون جاهزا بشكل تام، إلا في شهر يناير المقبل، كما أن الكمية التي ينقلها لن تلبي كل حاجيات إسبانيا، وهو ما سيدفع بالجزائر نحو استئجار 24 سفينة أخرى تنضاف إلى 72 موجودة سلفا لنقل أزيد من ستة ملايين متر مكعب من الغاز؛ كانت تصل عبر الأنبوب المار من المغرب؛ إلى مدينة ألميرية الإسبانية.
وأوضحت ”الباييس” أنها هذه المهمة شبه المستحيلة، تعتريها عقبات أخرى، منها أن ملاك ناقلات الغاز، لا تغريهم عملية نقل الغاز من الجزائر إلى إسبانيا لضآلة الأرباح، بسبب قصر المسافة، إذ يفضلون مسافات أطول مثل آسيا، ومن العقبات أيضا أن هذا السوق يشهد تنافسية كبيرة ستعجز معها الجزائر في إيجاد سفن تفي بالغرض.
وأشارت الصحيفة؛ بناء على مصدر مطلع؛ إلى أن تكلفة نقله حتى وإن توفرت الناقلات ستكون باهظة؛ إذ كانت تؤدي الجزائر ما بين 84 و 50 مليون يورو حين كانت تنقله عبر الأنبوب المار عبر التراب المغربي، أما الآن عليها أن تدفع فاتورة تفوق 120 مليون يورو في نفس العملية.