محمد الشمسي
يواصل سيء الإسم والسيرة والصيت الرئيس الجزائري ارتعاشته المحمومة، فبعد أن قطع العلاقات وقطع أنبوب الغاز وقطع الطيران في الجو، ها هو تبون يتراءى له أن الجيش المغربي بجلال قدره شن هجوما على شاحنات جزائرية وقتل سائقيها الثلاثة، الغريب في بيان تبون أنه تضمن بالحرف “اتخذت على الفور التدابير اللازمة للتحقيق حول هذا العمل المقيت وكشف ملابساته”، هذا يعني أنهم لم يقولوا حتى “باسم الله في تحقيقهم”، لكن ذات البيان عاد ليقول بالحرف “في السطر التحتاني”:”هناك عدة عناصر تشير الى ضلوع قوت الاحتلال المغربية بالصحراء الغربية في ارتكاب هذا الاغتيال الجبان بواسطة سلاح متطور”وهذا يعني أن تبون و”رباعتو” عينهم في المغرب” من باب ” فك فك ولو طارت معزة”، ووصفوا المغرب ب”قوات الاحتلال” وكأن المغرب يحتل للجزائر أرضا،
فليهدأ تبون وينغلق ولا يفرز سيلانه الى أن يتوفر على أسباب السيلان، فقرارات الدول لا تبنى على عرض صور لخردة من هياكل شاحنات محترقة، والمغرب ليس الدولة التي يجري تهديدها ب”الغازات”، ومحاولة إغراء وإلهاء الجزائريين ليست باستغلال لذكرى تحرير الجزائر فتلك مناسبة عظيمة وأليمة في نفس الوقت للشعب الجزائري الأبي، عظيمة لأنه طرد المحتل، وأليمة لأنه انقضت عليه عصابة أشد فتكا من المحتل، فعلى الأقل ترك المحتل شيئا جميلا يُذكر به وسط جرائمه البشعة، أما “عساكرية المرادية” فإنهم لم ينتجوا غير الظلم والطغيان والتغول على الشعب ونهب خيراته.
في العلاقات الدولية فالتهديد العسكري المباشر من دولة لدولة هو صورة من صور إعلان الحرب، دون الحديث عن قطع العلاقات الدبلوماسية من جانب واحد وبدون مبرر، ومنع التحليق فوق الأجواء، وقطع توريد الغاز الطبيعي فهذا ما يقع أصلا أثناء الحروب، فلم يبق غير إزهاق الأرواح فذلك ما “يطزطز من أجله تبون” ببلاهة وحماقة، متوهما أن القوات المسلحة الملكية يمكنها أن تستبيح أرض الجزائر وهي التي في حرب الرمال مطلع الستينات لم يبق لها عن العاصمة الجزائر غير منعرج أو منعرجين، لكنها غادرتها دون أن تحرر حتى الأراضي المغربية التي ألحقها المستعمر بالأراضي الجزائرية، فهل جيش بهذه العقيدة العسكرية الراقية يمكنه أن يقصف شيئا فوق تراب بلد للأسف وضعت الجغرافية نظامه جارا لنا؟…دون سؤال عن مهمة تلك الشاحنات “المدنية” فوق أراض مغربية، وبعيدة عن الممر الخاص بالشاحنات المدنية.
نقول لتبون “طزطز كما تشاء، وهلوس كما تشاء، واقطع أنبوب إفرازات غازك متى تشاء، لكن حين يصلنا ريح عفنك ويمسنا منك ضر.. فنحن نعرف آنذاك كيف نتصرف مع تبون ومع حاشية تبون”… انتهى الكلام …