224 ساعة ـ متابعة
في مقال معنون بـ”الجزائر فوق البركان”، تساءلت مجلة “لوبوان” الفرنسية ، كتبه الصحفي “لوك دي بارشينت” ، تطرق فيه لما يخوض فيه جنرالات النظام العسكري الجزائري من نعرات لاستفزاز المغرب وجره إلى الحرب حتى يفرغوا الغضب الشعبي الذي يعتمل في الداخل.
و أماط المقال اللثام، عن حالة الإفلاس التي بلغها النظام السياسي والعسكري الجزائري تعد دافعا قويا للأخير من أجل البحث عن الحرب مع المغرب، من أجل إعادة رص صفوف الشعب الذي ضاق ذرعا بألاعيب النظام الذي لم يغير شيئا منذ المجيء بعبد المجيد تبون، رئيسا للبلاد خلافا للراحل عبد العزيز بوتفليقة.
و كشف كاتب المقال، أن النظام الجزائري يعتمد مقاربة “أعداء الخارج” ليستدرج الشعب إلى معتقداته، على أنه جرى اختيار فرنسا وإسرائيل كعدوين آخرين تمت إضافتهما لهذه السلسلة إلى جانب العدو “الأبدي” المغرب.
ولم يستبعد موقع المقال، أن لجوء النظام الجزائري إلى الحرب مع المغرب بوصفه خيارا يفرده النظام العسكري والسياسي أمامه ليتجاوز محنة الداخل التي فاقمتها جائحة “كورونا” وقد تقهقر الاقتصاد الجزائري بنسبة 5 في المائة وفضلا عن ذلك يعيش حالة تضخم فائقة، كما جرى استنزاف الصناديق العمومية وارتفعت نسبة البطالة بشكل مهول وسط الشباب بواقع يمثل شابا عاطلا من بين أربع.
وتساءل لوك دي بارشينت” ما الحل أمام هكذا وضعية خانقة يرزح تحتها النظام العسكري والسياسي الجزائري؟ اللجوء إلى الشد والجذب ضد أعدا خارجيين يتقدمهم المغرب الذي أصبح مبلغ هم حكام الجزائر يتمثل في تقويض مساعيه للحفاظ على وحدته الترابية خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، زيادة إلى الدخول في خلاف جوهري مع فرنسا حول قضية “الذاكرة والهوية” الجزائرية ما جعل النظام يتطرف في مواجهة المستعمر الذي عمر في البلاد لأزيد من 132 سنة.
وحسب نفس المقال فإن إسرائيل تأتي ضمن “أعداء الخارج” بعد إحياء المغرب لعلاقاته معها بما يسهم في دغدغة مشاعر الشعب الجزائري وجعله يصرف نظرا عن الأزمة الاقتصادية التي تخنق البلاد والتي عرت عورتها جائحة “كوفيد-19″، مشيرا إلى أن فرنسا وأوربا تنظر بعين المتحسب من أي مواجهة عسكرية بين المغرب والجزائر لأن الهم الأكيد يظل هو استقرار المنطقة بما قد يحول دون تدفق آلاف المهاجرين من البلدين نحو القارة العجوز.