يوسف المرزوقي- الرباط
في خطوة قد تجلب عليه الكثير من المتاعب، لجأ أحمد ويحمان، رئيس ”المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، إلى المنابر الإعلامية التابعة لجنرالات الجزائر، بغرض مهاجمة المغرب.
ويحمان، أثار غضب شريعة واسعة من المغاربة، حين شارك في ملف أعدته جريدة ”الخبر” الجزائرية المقربة من النظام الجزائري والمعروفة بعدائها الصريح للمملكة، ونشر اليوم الخميس، من أجل انتقاد المملكة على خلفية الزيارة الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي إلى الرباط.
الغريب أن ويحمان، ظهر اسمه في الملف الذي حمل إساءة بليغة لرموز وثوابت المملكة، بعد أن أجرى حوارا مع المنبر الإعلامي الجزائري، حول ”التطبيع”، تناقلته جل وسائل الإعلام المحلية الأخرى المقربة من السلطة، بما فيها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
ووصف ابن الراشيدية، الذي يكن عداء وحقدا شديدين لكل ما هو أمازيغي، قيام ما وصفه في الحوار بـ ”المغرب الرسمي”، بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بـ ”الغباء الدبلوماسي وافتقاد للبوصلة عند صانعي القرار السياسي في المغرب”.
ومرر ويحمان العديد من المغالطات خلال الحوار، وقال مثلا إن ”تهديد الجزائر الشقيقة من المغرب خطيئة كان يجب أن يحاسب عليها المسؤولون”، ونسي التهديد الحقيقي الذي صدر اكثر من مرة من قصر المرادية وليس العكس، ومع ذلك التزمت المملكة منطق الحكمة والتبصر ولم تجاري جنرالات الجزائر وتبونها واستفزازاتهم، وإلا لوقعت الحرب، وخير مثال على ذلك آخر خروج للرئيس الجزائري، الذي لم يجد ما يقوله فلجأ إلى اتهام المغرب بالتأثير على أداء منتخب الخضر، في سابقة من نوعها لم يشهد لها التاريخ مثيل، وهي التصريحات التي تناقلتها وسائل إعلام دولية، في سبيل الدعابة والتنكيت.
وانتقل بعد ذلك ويحمان إلى مهاجمة الحركات الأمازيغية في الجزائر، ووصف مشروعها الثقافي ونضالها من أجل الاعتراف بها داخل الجزائر كمكون لا محيد عنه بـ ”المشروع الانفصالي”، ولم يثر في ذات الحوار الدعم اللامشروط للحركة الانفصالية الحقيقية في المنطقة وهي جبهة ”البوليساريو” التي يقف من ورائها النظام الجزائري ويدعمها.
وأثار حوار ويحمان مع المنبر الجزائري، ردود فعل مجملها سلبية، حتى في أوساط من ”يحترمون” أفكاره، وقال أحدهم ” كنت احترمه ولكن تقديم تصريح لقناة جزائرية غير مقبول”.
وأضاف آخر ”لو كان هذا التصريح لمنبر إعلامي مغربي لكان الأمر عاديا يدخل في إطار حرية التعبير، لكن من الخبر الجزائرية فهو بمثابة تخابر وخيانة للوطن وللمرابطين على طول الحدود. ويحمان إنسان وصولي وانتهازي منذ كان موظفا بسيطا بزاوية سيدي حمزة”.