ترجمة يوسف المرزوقي- الرباط
مرت، خلال سنة 2021 الجارية، مائة عام على معركة أنوال التي تكبدت فيها القوات الإسبانية خسائر كبيرة في الأرواح، بلغت أزيد من 15000 جندي ما بين قتيل وجريح، و 700 أسير، وخسائر مادية مهولة.
وتحاول الجارة الإسبانية، ضمد هذا الجراح التاريخي الذي لا يندمل، ولو عبر تنظيم ندوات فكرية، يحضرها خبراء وأساتذة للتاريخ، وذلك لمحاولة فهم ماذا جرى، في حرب كانت غير متكافئة، لكن مالت موازين الأقوى للمجاهدين، بقيادة امحند ابن عبد الكريم الخطابي، الذين لا يملكون سوى إمكانية بسيطة، لكن بمعنويات كبيرة.
وبمناسبة الذكرى المئوية، نشر الكاتب الإسباني خوان كانافاتى، مؤلفا، استعرض من خلالها ”كارثة” حرب الريف، كما يصفها الإسبان، التي أجبرت المستعمر الإسباني على إعادة النظر في علاقته بالمغرب، وقدمه ظهر اليوم، أمام ثلثة من المتخصصين.
ويركز الكتاب على سرد وقائع عن الأحداث، بحكم أن المؤلف خبر منطقة الريف، لكونه كان مدرسا في ثانوية بمدينة الحسيمة، غير بعيد عن أنوال التي ذاقت فيها القوات الإسبانية مرارة الهزيمة سنة 1921.
ويقول الكاتب الإسباني، إن السنوات العشر التي قضاها بالمغرب، جعله يعرف كل تفاصيل الأرض التي شهدت اندحار قوات ألفونسو الثالث عشر، منبهرا بالتاريخ الكبير الذي تحتوي عليه تلك المنطقة.
وتسببت نتائج المعركة في أزمات سياسية كبرى في الداخل الإسباني. وكان انتصار المقاومين الريفيين بقيادة الأمير محمد عبد الكريم الخطابي رغم كونهم فئة قليلة وبوسائل بسيطة مقابل جيش عتيد وأسلحة متطورة فتاكة.