أسامة بلفقير – الرباط
تحل اليوم الذكرى الأولى للتوقيع على الإعلان الثلاثي المشترك بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، والذي استُئنفت بموجبه العلاقات الديبلوماسية بين المملكة المغربية وإسرائيل، مع تأكيد الولايات المتحدة الأمريكية على الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة المغربية على أقاليمها الجنوبية وبمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة المغربية باعتباره الحل الوحيد لهذا النزاع الإقليمي، واعتماد الولايات المتحدة الأمريكية خريطة جديدة للمملكة المغربية تضم الصحراء المغربية.
وعرفت السنة الأولى من هذا الاتفاق تعاونا مكثفا بين المسؤولين المغاربة والإسرائيليين من خلال إحداث خمس مجموعات عمل قطاعية عُهد إليها بتسهيل التوقيع على اتفاقيات تنسيق في مجالات عدة تهم بالخصوص الاستثمارات والفلاحة والماء والبيئة والسياحة والعلوم والابتكار والطاقة، ليُتُوج لاحقا بزيارات قام بها إلى المغرب يائير لبيد وزير الشؤون الخارجية (سيتولى فيما بعد منصب الوزير الأول) يومي 24 و25 نوفمبر 2021 وكذلك تلك التي قام بها بيني غانتس وزير الدفاع يومي 24 و25 نونبر 2021.
وقد مكنت عودة العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل من التوقيع على 12 اتفاقا شمل مجالات عدة، وإعادة فتح مكاتب الاتصال واستئنافه العمل بها، مع فتح قنوات التواصل بين رجال الأعمال في كلا البلدين من خلال إنشاء مجلس الأعمال المغربي الإسرائيلي وغرفة الصناعة والتجارة المغربية-الإسرائيلية لتعزيز العلاقات الاقتصادية وإقامة حوار مفتوح ودائم بين الاتحاد العام لمقاولات المغرب من جهة والهيئة المشغلين وأرباب الأعمال الإسرائيلية واتحاد غرف التجارة الإسرائيلية وجمعية مصنعي إسرائيل من جهة أخرى، فضلا عن إطلاق رحلات جوية مباشرة بين البلدين.
وشكل وصول السياح الإسرائيليين إلى المملكة المغربية متنفسا حقيقيا لمختلف العاملين في القطاع السياحي بالنظر إلى السياق الصعب للأزمة التي نتجت عن جائحة كوفيدـ 19، والتي أبانت عن حس التسامح والتعايش الذي يطبع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
ويخيم على العلاقات بين البلدين حضور البعد الإنساني، بل إن استئناف العلاقات بين البلدين عكست الروابط القوية والتشبث المتين للجالية اليهودية من أصل مغربي ببلدها وبشخص الملك محمد السادس.