محمد الشمسي
أخطأت القول أيتها الصغيرة، فقافلتكم وحدها التي تسير ، أما قوافل الشعب فنُهِب متاعها، وسرق عتادها، لذلك كان حري بك أن تقولي ” قافلتنا تسير والكلاب تنبح”، وهل تساءلت لماذا تنبح الكلاب حين لمحت قافلتكم تسير؟ لأنها أبصرت قطاع الطرق يختلسون من قوافل الشعب ويكدسون في قافلتكم، فلا خير أيتها الصغيرة في كلب لا ينبح حين يرمق لصا، ولكلب نبوح خير من سارق سروق…
هي قافلتكم تسير وحولها جراء مسرورة تبصبص بذيولها القصيرة فتعري على مؤخرات السياسة…
هي قافلتكم تسير لكن ماذا في أحمالكم وأثقالكم غير آهات المغفلين الذين دخلوا مصيدة انتخابات شتنبر 2021، وحملوك على الأكتاف ظنا منهم أنهم معاودين لك الترابي؟ قبل أن تنقلبي على الجميع وتكشفي أنك أصغر بلطجية أنتجتها سياستكم الهوجاء التي فتحت بابها للصغار البلهاء…
هي قافلتكم تسير لكن بلا وجهة ولا مسلك ولا بوصلة، في تيهانها الأكبر بعدما عميت الراحلة…
وهي جراؤكم السمينة المدللة التي تنفخ الأرداف ولقنانف بالبوطوكس، وتزاوج بين السياسة والتغنج، وتعول على خصال الشعر لتغطي ضعف الحضور والتكوين ولتستر فراغ العقل والروح معا، جراؤكم التي غرها حجمها وشكلها وأطلت على نفسها في المرآة فخالت نفسها أشبالا، وحاولت الزئير فتعصرت وتعصرت لكن في نهاية المطاف اطلقت العواء والريح…
هي جراؤكم التي استغفلت أهل الدار وتمرغت في الدقيق ولعقت الزيت ولحست السكر فبانت عليها النعمة، وخرجت تلهث تخال نفسها صغار النمور لكن الجراء تبقى جراء حتى ولو تغطت بفرو السباع.
قافلتكم لا تسير يا صغيرتي إلا للوراء، وتحرسها جراء وأي جراء، جراء يخيفها طيفها ويفزعها ظلها، يضيق صدرها من مقال أو تدوينة فتهيم تتبول في الخلاء.
كان يا ما كان يا صغيرتي أن أصل هذه المقولة هو “القافلة تسير والكلاب تعوي”، وشتان بين النباح والعواء، فواجب الكلاب النباح حين ترصد السُّراق في زمن تعددت فيه مواهب اللصوص، فهناك من يسرق مال الشعب،وهناك من يسرق إرادة الشعب، وهناك من يسرق حاضر ومستقبل الاجيال بعد أن يتأبط صناديق الاقتراع…
فلكلب مخلص في نباحه خير من سياسي غدور …
وتذكر المصادر أيتها الصغيرة أن الإمام الشافعي هو قائل تلك الحكمة وقد قال معها كذلك :
قل ما شئت بمسبتي…
فسكوتي عن اللئيم هو الجوابْ…
لست عديم الرد لكن…
ما من أسد يرد على الكلابْ…
فلسنا كلابا أيتها الصغيرة، فقط تستكْلِبُنا الجراء، وبئس زمان طار فيه الحياء، لكن لا يضير رفعة السماء عواء الجراء…ستنبح كلابنا على قافلتكم، وستحاصرها حتى نستعيد مالنا من قرابكم.