24 ساعة – وكالات
تستمر أسعار النفط في الارتفاع على غرار الذهب الذي تجاوز لفترة وجيزة عتبة الألفي دولار للأونصة في حين سجلت البورصات الآسيوية تراجعا، جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي.
واقترب سعر برميل خام برنت بحر الشمال من 140 دولارا الأحد قرابة الساعة 23,00 بتوقيت غرينتش واقترب من مستواه القياسي البالغ 147,50 والمسجل في يوليو 2008.
وتراجعت أسعار النفط بعد ذلك قبل أن تتطور بشكل جامح. فبعد الساعة 06,20 ت.غ قفز سعر برميل غرب تكساس الوسيط بنسبة 9,04 % ليصل إلى 126,14 دولارا وبرميل برنت 10,12 % مسجلا 130,06 دولارا.
وقفز سعر الغاز الهولندي القياسي الأوروبي، تسليم الشهر القادم، بنسبة 17% مسجلاً سعراً غير مسبوق عند 225 يورو للميغاواط الساعة. وبذلك تواصل أسعار الغاز الارتفاعات التي بدأتها مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وما أعقب هذا من عقوبات دولية استهدفت موسكو وأدت إلى ارتفاع أسعار السلع حول العالم.
وتوجه المستثمرون إلى شراء الذهب وهي ملاذ آمن بامتياز، الذي تجاوز سعر الأونصة منه عتبة ألفي دولار في الأسواق الآسيوية صباح الاثنين للمرة الأولى.
منذ اغسطس 2020. وعاد سعر الأونصة إلى 1983 دولارا تقريبا قرابة الساعة 06,40 ت.غ.
وقال جيفري هالي كبير المحللين لدى أواندا: “سيشهد الذهب على الأرجح تحركات قوية حول مستوى ألفي دولار في البداية لكن بمجرد أن ينتهي ذلك وبافتراض عدم تغير الموقف الأوكراني سيتحرك سريعا صوب منطقة 2100 دولار ومنها إلى مستويات مرتفعة جديدة تماما”.
وتوقع محلل رويترز الفني وانغ تاو أن يواصل الذهب في المعاملات الفورية الارتفاع صوب 2065 دولارا للأونصة.
تراجع سعر اليورو وأزمة في البورصات العالمية
أما في سوق الصرف فتراجع اليورو بشكل كبير أمام الدولار مسجلاً 1,0880 قرابة الساعة 06,30 ت.غ في مقابل 1,0928 الجمعة. وتراجع اليورو أمام الين أيضاً مسجلاً 125,08 ينا في مقابل اليورو الواحد.
ووصلت الأسهم الأوروبية لأدنى مستوى في عام اليوم الاثنين مع بحث دول غربية لإمكانية فرض حظر على النفط الروسي مما زاد احتمالات المخاطر التضخمية الأوسع نطاقا ومخاطر إبطاء النمو الاقتصادي فيما بدا أن المؤشر القيادي في السوق الألمانية قد يؤكد السقوط في تيار نزولي.
ونزل مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2.4 بالمئة. وهوى مؤشر داكس الألماني 3.7 بالمئة، وسجلت الأسهم اليابانية تراجعاً وأغلق مؤشر نيكاي الرئيسي في بورصة طوكيو بتراجع 2,94 % على 25221,41 نقطة وقد انهارت أسهم كل القطاعات المشمولة في مؤشر نيكاي باستثناء الطاقة.
أما الخسائر في بورصة هونغ كونغ فكانت أسوأ مع تراجع مؤشر هانغ سينغ فيها 3,5 % قرابة الساعة 06,30 ت.غ. اما في الصين القارية فتراجعت بورصتا شنغهاي وشنجن أكثر من 2 %.
مخاوف من عقوبات أمريكية
وأمام تفاقم الوضع في أوكرانيا لم يعد فرض عقوبات مباشرة على صادرات المحروقات الروسية مسألة غير قابلة للطرح. وقال وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن الأحد إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يناقشان “بشكل كثيف” إمكان حظر الواردات من النفط الروسي.
إلا أن الأوروبيين يعتمدون موقفا حذراً أكثر إذ إن دولاً عدة في أوروبا مثل ألمانيا تعتمد بشكل وثيق على النفط والغاز والروسيين.
ومع أن النفط الروسي لا يخضع راهنا لعقوبات مباشرة نظريا، إلا انه لا يجد من يشتريه تقريباً ما يؤثر كثيراً على العرض العالمي. وجاء في مذكرة صادرة عن National Australia Bank الاثنين “إذا لم تتوقف الحرب، لا يظهر أي شيء في الأفق من شأنه إبطاء” ارتفاع اسعار النفط.
وتجرى جولة ثالثة من المفاوضات بين موسكو وكييف الاثنين إلا أن الأسواق لا تتوقع نتيجة إيجابية بعد فشل الجولتين السابقتين وتكثيف الهجوم الروسي. ونبّه صندوق النقد الدولي السبت من أن تصاعد النزاع في أوكرانيا ستكون له تداعيات اقتصادية “مدمرة” على المستوى العالمي.
وإلى جانب النزاع بحد ذاته، سيكون للعقوبات المفروضة على روسيا “تأثير كبير جداً على الاقتصاد العالمي والأسواق المالية مع تداعيات جانبية على دول أخرى” وفق الصندوق.