أسامة بلفقير- الرباط
في هذه الفسحة الرمضانية، نسلط الضوء على جزء من تاريخ المغرب المنسي..ذلك التاريخ الذي يشكل جزء أصيلا من الحضارة المغربية الضاربة في عمق التاريخ…”24 ساعة” تفتح ملف “حناطي المخازنية” عبيد في رحاب سلاطين المملكة.
الحلقة الثالثة:
لكل دولة تاريخها، ومن لا يعرف تاريخ بلاده فلا يعرف هويته، ومن لا يعرف هويته سيعيش حياة تائهة بين محاولات البحث عن الذات لدى الآخر، أو العيش تحت أسر تمزق ثقافي وهوياتي.
تاريخ سلاطين المغرب..”المشاورية” خدام ساحة القصر الملك
يقفون أمام باب القصر، و يتناثرون بساحة المشور التي يرتبط بها اسمهم، وهم يلبسون الزي المخزني المكون من القلنسوة (الشاشية الحمراء) و البرنس، و الفرجية و لقفطان.
لا يسمح لهم بارتداء العمامة إلا بإذن السلطان، و لا بلباس الجلباب أوقات الخدمة. تلقى على كاهلهم ثلاثة مهام رئيسية، و هي إدخال الزوار على السلطان، و حمل رسائل هذا الأخير إلى خدّامه، إضافة إلى تبليغ أوامره كل صباح إلى من هم حاضرون بالمشور من الوزراء و غيرهم، و غالبا ما يتم ذلك بشكل شفوي.
يعهد إلى هذه الفئة من أهل “دار المخزن” تأديب من استحق التأديب بالبلاط الملوكي” (ابن زيدان)، ويرافقون قائد المشور إذا ما خرج لاعتقال أحدهم. ومن التقاليد الراسخة عندهم في الوقت الذي تعمُر فيه ساحة المشور، أن يكون كل نفر منهم متقلدا بسكين، و بيده عصا يتوكأ عليها.
ومن بين هؤلاء المشاورية كانت هناك فرق لها اختصاصاتها الظرفية كما هو الحال مع فرقة “العلامة” (حملة الرايات و الأعلام)، ومن يكون معهم من “موالين المزاريق”، وهم الأعوان المكلفون بحمل الرماح، الذين تم الاختصار على اثنين منهم فقط، إضافة الى “موالين الفرادى” و هم الذين ” يحملون المسدسات ويحفون بالملك أثناء تنقلاته” حسب المؤرخ عبد الوهاب بن منصور.
وغالبا ما كان يتم اختيارهم من بين “الشرفاء و أبناء الأسر الكبيرة” أو ممن سبق لهم تقلد منصب القيّادة، حيث يشكلون مع بعضهم أقرب ما يكون إلى “الحراسة الشرفية”، إلى جانب “موالين المظل” أي الذين يحملون المظل الملكي فوق رأس مولاهم، زيادة على “المسخرين” وهم من الخيالة الخاصين بنقل الرسائل المخزنية إلى قادة القبائل والموظفين، وقد تضمنت هذه الحنطة “كتيبة من الفرسان الشجعان يلازمون الملك و يدافعون عنه عند الملمّات”.