عاشت العديد من المدن الايرانية أمس وأول أمس على إيقاع احتجاجات حاشدة ، بسبب ما وصفه المحتجون بغلاء المعيشة وصعوبة الاوضاع الاقتصادية في البلاد.
وحسب ما نشره موقع “راي اليوم”، فقد ردد المتظاهرون شعارات معادية للرئيس حسن روحاني وكذلك المرشد الاعلى السيد علي خامنئي، وانتقد بعض المتظاهرين سياسة بلادهم الخارجية، وحملوا لافتات تقول “لا غزة ولا لبنان اضحي بحياتي من اجل ايران”.
واعتبرت الحكومة الايرانية أن هذه الاحتجاجات غير قانونية ودعمت وحشدت لمظاهرات مضادة موالية لها شارك فيها عشرات الآلاف في اكثر من مدينة رفع المتظاهرون خلالها صور المرشد الاعلى والرئيس روحاني، وادانوا المتظاهرين الذين جرى وصفهم بمحاولة اثارة فتنة في البلاد.
وتواجه إيران ظروفا اقتصادية صعبة تعود بالدرجة الاولى الى حصار اقتصادي خانق مفروض عليها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها منذ ثلاثين عاما، ولم تبدأ في تصدير النفط بكامل طاقتها الا بعد توقيع الاتفاق النووي مع الدول الكبرى قبل عامين فقط.
وطالب المحتجون بالقضاء على الفساد والاهتمام بالظروف المعيشية للمواطنين وتحسينها، حيث اعتبرت مطالب مشروعة، لم ينكرها حتى التلفزيون الرسمي الايراني الذي طالب معلقوه بالاستجابة لها، وبث لقطات من الاحتجاجات.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير لها بأنه المظاهرات هدأت اليوم السبت باستثناء عشرات من الطلاب امام جامعة طهران، رددوا شعارات معادية للديكتاتورية، وتطالب بالافراج عن المعتقلين، واطلاق الحريات، ورد انصار السلطة بتنظيم مظاهرة مضادة شارك فيها المئات، حسب الوكالة نفسها.
احتجاجات أمس وأول أمس لا تقارن بنظيراتها عام 2009، حيث نزل مئات الآلاف الى الشوارع في العاصمة طهران ومدن اخرى، ومن المفارقة ان حسن روحاني الذي تزعم تلك المظاهرات، هو رئيس الجمهورية الايرانية حاليا الذي يتظاهر ايرانيون اليوم ضد سياساته الاقتصادية، اي انه لم يشنق، او يتعرض للاغتيال والسجن المؤبد.
وحسب المصدر ذاته فقد أاثارت احتجاجات ايران الاخيرة موجة من الفرح في اوساط بعض العرب، وبالتحديد في بعض دول الخليج، ووسائط التواصل الاجتماعي فيها، ومن الغريب ان المواطن في هذه الدول، او معظمها على الاصح، يحاكم بعقوبة السجن 15 عاما اذا كتب قصيدة او تغريدة انتقد فيها نظام بلاده بلطف شديد، وطالب بالحد الادنى من الاصلاحات، ناهيك عن نزولهم الى الشارع للاحتجاج، وهناك نشطاء، وحقوقيون، ورجال دين يقبعون خلف القضبان بسبب التزامهم الحياد في الازمة الخليجية الحالية.
و لم تطلق سلطات إيران النار على المتظاهرين المناوئين لسياساتها، والذين احرقوا صور مرشدها الاعلى، ولو حدثت هذه المظاهرات في عواصم خليجية لسقط العشرات بين قتلى وجرحى برصاص رجال الامن، تضيف “رأي اليوم”.
وبلغت نسبة البطالة في ايران عشرة في المئة، اي اقل من نظيرتها في المملكة العربية السعودية اكثر الدول تصديرا للنفط في العالم، وتشير الاحصاءات الرسمية ان اكثر من مليون شخص تقدموا رسميا للحصول على اعانات بطالة من الدولة، تردف”رأي اليوم”.
الديمقراطية في ايران ليست نموذجية، ولكنها تسمح للمحتجين بالنزول الى الشوارع والاحتجاج ضد النظام ورئيسه ومرشده الاعلى، دون ان يتعرض الآلاف منهم للقتل برصاص رجال الامن، حتى احتجاجات عام 2009 التي كانت الاضخم في تاريخ البلاد، لم يُقتل فيها الا 32 شخصا نصفهم من رجال الامن.
ونقل موقع “عربي سبوتينك” أنه تم عرض شريط مصور بُث على وسائل التواصل الاجتماعي قيام قوات الأمن الإيرانية بإطلاق النار على محتجين اثنين على الأقل في مدينة دورود بغرب إيران اليوم السبت في ثالث يوم من المظاهرات المناهضة للحكومة في شتى أنحاء إيران، بحسب “رويترز”.
ويُظهر الشريط المصور حسب المصدر ذاته، متظاهرين يحملون شخصين في دورود حيث شوهد محتجون في وقت سابق يرددون شعارات ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي.
ولم يتسن التأكد من صحة هذا الشريط ولم يُعرف على الفور مدى خطورة الجروح التي أصيب بها المحتجان،تضيف “عربي سبوتينك”.