يوسف المرزوقي- الرباط
تعهد الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية؛ بيدرو سانشيز؛ مساء الخميس 07 أبريل الجاري؛ بإعادة توجيه العلاقات بين البلدين، بعد أزمة غير مسبوقة، دامت لشهور.
واتفق الملك محمد السادس سانشيز، على تكليف وزراء خارجية البلدين؛ ناصر بوريطة وخوسي مانويل ألباريس، بالعمل على تحديد ”خارطة الطريق”، التي ينبغي أن توجه المرحلة الجديدة في العلاقات الثنائية، ستعرض في غضون قمة ثنائية بين البلدين تعقد قبل نهاية هذا العام الحالي؛ وفق ما أعلن عنه سانشيز أمام وسائل الإعلام هذا المساء.
وأشار سانشيز إلى أن أحد أهداف “خارطة الطريق الجديدة” ، كما حددها ، هو استعادة الحياة الطبيعية في مرور الأشخاص وإعادة الفتح التدريجي للمعابر الحدودية.
كما سيسمح إعادة ”تطبيع ”العلاقة بين البلدين؛ وفق سانشيز؛ بـ ”استئناف الرحلات البحرية والاستعداد لعملية عبور المضيق”، وأكد أن سلامة إسبانيا “لا مجال للشك فيها ، وليس فقط في سبتة ومليلية”. مضيفا أن “ما نقوم به هو ضمان إدارة الظاهرة الحدودية في هذه المدن بطريقة منسقة وفي غياب الأعمال الأحادية”.
وخلال اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس وسانشيز، والذي دام حوالي نصف ساعة وتم باللغتين الإسبانية والفرنسية؛ شدد سانشيز على أن “الموقف الجديد للحكومة الإسبانية بشأن الصحراء المغربية، تعتبر أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية الطرح الأكثر جدية وواقعية ومصداقية ” لحل النزاع.
وأكد الجانبان على “رغبتهما في فتح مرحلة جديدة في العلاقات الثنائية على أساس الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والتشاور الدائم والتعاون الصريح والمخلص”.
ونزل رئيس الحكومة الإسبانية؛ حوالي الساعة الرابعة عصرا بمطار الرباط- سلا؛ ووجد في استقباله رئيس الحكومة عزيز أخنوش؛ واقلعت الطائرة التي تقل سانشيز؛ وفق تقارير إعلام إسبانية؛ من قاعدة توريخون دي أردوز، بعد أن التقى سانشيز في القصر الحكومي ”لا مونكلوا”، بالزعيم الجديد لحزب الشعب، ألبرتو نونيز فيجو. وانضم إلى الوفد وزير الشؤون الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، قادما من بروكسل، حيث شارك في اجتماع ”الناتو”.
وفي محادثة غير رسمية مع الصحفيين خلال الرحلة إلى الرباط، قال سانشيز، مدافعا عن الموقف الجديد لمدريد من قضية الصحراء قائلا: “أؤكد أن هذا هو أفضل قرار للمصلحة العامة لإسبانيا. أحترم ما قاله الكونجرس، لكننا في إطار الأمم المتحدة وعلى نفس المسار منذ عام 2007”.
وأضاف ”عندما تقدمت الرباط بمقترح الحكم الذاتي، ظلت إسبانيا تُدعم جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، وضمت موقفها إلى دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا”.
واستقبل الملك محمد السادس الرئيس الإسباني، في القصر الملكي، حيث صافح كل منهما الآخر قبل الجلوس للدردشة. في الدقائق الأولى من المحادث، نقل سانشيز باللغة الإسبانية تحية من الملك فيليب السادس.
ورافقهم إلى جانب وزراء خارجية كل من سفير إسبانيا في الرباط ؛ريكاردو دييز هوشليتنر؛ وسفيرة المغرب في مدريد؛ كريمة بنعيش؛ والمستشار الملكي فؤاد عالي الهمة.