حاوره محمد أسوار- تحرير كوثر منار
باستقبال الملك محمد السادس؛ أمس الخميس 07 أبريل الجاري، لرئيس الحكومة الإسبانية؛ بيدرو سانشيز، تكون الرباط ومدريد قد أقدمتا على طي صفحة ”سوداء” في العلاقات بين البلدين، بعد أزمة غير مسبوقة امتدت لشهور، كان سببها الرئيسي، استقبال إسبانيا لزعيم الجبهة الانفصالية، ابراهيم غالي؛ شهر ماي الماضي؛ قصد العلاج من ”كورونا”، وانتهت بتغيير الحكومة الإسبانية، بشكل جذري، موقفها من مغربية الصحراء، كما تُطالب بذلك الرباط.
وللوقوف حول مستقبل العلاقات بين البلدين بعد إعادة توجيهها من جهة، وتداعياتها الاقليمية من جهة ثانية؛ أجرت ”24 ساعة” حوارا مع عبد الواحد أكمير، مدير مركز الأندلس للدراسات وحوار الحضارات، هذا نصه:
ماهي سياقات زيارة بيدرو سانشيز إلى المغرب؟
الزيارة تؤسس لما قبلها وما بعدها؛ فإذا انطلقنا من الرسالة التي بعثها بيدرو سانشيز الى الملك محمد السادس في 14 مارس الماضي، وكذلك المكالمة بينهما في نهاية نفس الشهر، حيث تحدثا عن خارطة طريق طموحة. وبالتالي فهذه الزيارة جاءت لتنزيل خريطة طريقة طموحة، كما جاء كذلك في البيان الختامي بالامس.
الآن، هناك مرحلة جديدة، كما أن البيان الختامي تحدث أيضا عن تفعيل قطاعات الشراكة المختلفة ذات الطبيعة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية..، وبالتالي فنحن أمام منعطف جديد.
كيف تنظرون إلى المعارضة الشديدة لبعض الأحزاب الإسبانية داخل البرلمان لإعادة توجيه العلاقات بين المغرب وإسبانيا؟
فيما يتعلق بموقف المعارضة الاسبانية، فهي تتشكل من أحزاب يتزعمها ”بوديموس”، والأخير مواقفه من المغرب معروفة سلفا، وهو حزب ضمن التحالف الحكومي بقيادة الحزب الاشتراكي، ويتولى حقائب وزارية ذات طبيعة إجتماعية مثل وزارة الشغل أو وزارة الشؤون الاجتماعية.
أما بخصوص الحزب الشعبي فهو رفض الشكل ولم يرفض المضمون، لأنه كان يريد أن يتشاور معه الحزب الاشتراكي الحاكم، قبل أن يتخذ هذا القرار. وبالتالي لا أظن بأنه حتى ولو صوت البرلمان ضد بيدرو سانشيز فهذا التصويت ليست له الزامية قانونية، بل وحتى لو تغيرت الحكومة مستقبلا، فالحزب الشعبي لن يُغير هذا الموقف لانه هو في العمق مع مقترح الحكم الذاتي. هذا نستنتجه مثلا من أراء وزراء خارجية سابقين من الحزب الشعبي، مثل وزير الخارجية السابق على عهد حكومة ماريانو راخوي؛ خوسي مانويل غارسيا مارغايو؛ الذي شارك في التقرير الذي طلبته الحكومة من معهد التفكير الاستراتيجي ”الكانو” لإنجازه.
فغارسيا مارغايو، ضمن هيأة إنجاز ذلك التقرير الذي يقول ”لا حل لقضية الصحراء إلا بالحكم الذاتي”. وأيضا وجوزيف بيكي، ووزير الخارجية السابق كذلك، من نفس الحزب الشعبي، له نفس الرأي.
أظن بأن هذا المنعطف الجديد هو ثابت وغير قابل للتغيير، لأي كان سيحكم إسبانيا مستقبلا، فهذا القرار قرار دولة سيادي أكثر منه قرار حكومة بيدرو سانشيز؛ وكما نعرف قرار الحكومة يكون متغيير أما قرار الدولة يكون ثابت.
كيف سيكون رد الجزائر و”البوليساريو” إزاء المتغيرات الجديدة في المنطقة؟
بخصوص رد الجزائر و”البوليساريو”؛ كان هناك ردا سريعا من قبل الجزائر مباشرة بعد رسالة بيدرو سانسيز للملك محمد السادس في 14 مارس، وتجلى ذلك من خلال استدعاء سفير الجزائر بإسبانيا، وهذا فيه تناقض واضح مع موقف الجزائر، التي تقول أنها ليست طرفا في الموضوع، وإذا لم يكن الأمر كذلذ فلماذا سارعت إذن إلى سحب سفيرها في مدريد.
من الجانب الآخر، وفي ما يرتبط بتصريحات المسؤولين عن ”البوليساريو”، فهي تصريحات محبطة ويائسة تبيين على أنهم صدمو بهذا القرار، ويستجدون الشعب الاسباني للضغط على الحكومة، وهي أشياء غير منطقية نهائيا. وموقف المغرب واسبانيا نابع من الواقعية السياسية، أما موقف الطرف الآخر فهو محبط ومتسرع ولا يدرس النتائج بشكل عملي.