أحداث سياسية مثيرة شهدتها سنة 2017، بين البلوكاج الذي عرفته مشاورات تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران، والتي انتهت بإعفائه من هذه المهمة وتعيين سعد الدين العثماني هلفا له، وبين مؤتمرات حزبية وضعت حدا لمرحلة وعماء الشعبوية السياسية.
لا يختلف اثنان بأن سنة 2017 كانت حاسمة في مسار عبد الإله بنكيران. فبعدما مكن الرجل حزبه من الظفر بقيادة المشهد السياسي، عقب الانتخابات الجماعية والتشريعية.
المثير فيما وقع هو البلوكاج الذي امتد لشهور. فقد وجد عبد الإله بنكيران نفسه محاصرا برفض مجموعة من الأحزاب، كان أبرزها التجمع الوطني للأحرار، تيسير مهمته في تشكيل الحكومة، حيث تم رفع السقف عاليا بفرض مشاركة الاتحاد الاشتراكي.
هذه الفكرة اعترض عليها بنكيران بقوة. بل إن ما تسرب من داخل الأمانة العامة لحزبه يفيد بأن الأغلبية كانت تساند هذا الموقف، قبل أن تنقلب عدد من الأسماء بعد قرار إعفاء بنكيران من مهمة تشكيل الحكومة.
لقد وجد الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية نفسه أمام موقف غريب، بما خرجت عدد من القيادات تعلن دعمها لمشاركة الاتحاد الاشتراكي، في خطوة كان لها وقع مبير على نفسية الرجل.
لم ينته بنكيران باعفائه، بل إن مهمته تصيدفيته سياسيا من إخوانه استمرت الى أن جرى إبعاده من منصب الأمانة العام، ليأخذ مكانه سعد الدبن العثماني في المؤتمر الأخير الذي شهد صراعا كبيرا.
خروج بنكيران من قيادة ااحزب جاء بعدما كان غربمه السياسي، المنتمي لجيل الشعبوية، حميد شباط قد غادر بدوره منصب الأمين العام تاركا مكانه لنزار بركة. لم يستسلم شباط بسهولة، بل قاوم إلى آخر لحظة..إلى أن تفجرت معركة الصحون الطائرة، ليغادر الحزب بصمت ويختفي عن الأنظار.