محمد أسوار- الرباط
على عكس ما يدعيه أو يقدم نفسه لوسائل الإعلام؛ أسقط بلاغ صادر عن وزارة الخارجية والتعاون المغربية، صفة ”سفير” عن رئيسة البعثة الإسرائيلية بالرباط؛ دافيد غوفرين.
ورغم أن غوفورين، يضع في صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الإجتماعي، صفة ”سفير” إسرائيل بالمملكة المغربية؛ إلا أن بلاغا صادرا عن الخارجية المغربية، أمس السبت 16 ابريل الجاري؛ قطع الشك باليقين، حين أشار وهو يعبر عن ”الإدانة الشديدة والاستنكار القوي” لاقتحام قوات الأمن الاسرائيلية للمسجد الأقصى؛ إلى تبليغ ذلك مباشرة إلى رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، حيث لم يذكره البلاغ بصفة ”سفير” على عكس ما يذهب إليه غوفرين.
ووضع ديفيد غوفرين، المكلف بالسلك الدبلوماسي الاسرائيلي بالمغرب، نفسه سفيرا فوق العادة، وصار يخوض في أمور بعيدة كل البعد عن عمله كرئيس مكتب اتصال.
فمنذ قدومه إلى المغرب، حشر غوفرين نفسه في أمور لا تعنيه، إذ لم تمر سوى أيام قليلة من توليه منصبه، حتى هاجم رئيس الحكومة السابق، سعد الدين العثماني، في سابقة لم يقم بها سفير أو مكلف دبلوماسي دولة أجنبية لدى المملكة المغربية.
سلوك غوفرين لم يرق إعجاب أغلب المغاربة، بل نال العثماني تعاطف المغاربة، حتى من قبل أولئك الذين يهاجمون سياسته بحدة. ما لا يعرفه المسؤول الاسرائيلي أن المغاربة قد “يتنطاحون” في ما بينهم بخصوص السياسة الداخلية للبلد؛ لكن في نفس الوقت، وإذا أراد طرف خارجي سوء بهم، فهم في “توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد”.
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس؛ قد أجاب على سؤال صحفي حول عدم استقبال الملك لرئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط، كما تقتضي بذلك الأعراف الدبلوماسية؛ ( أجاب)، أن المغرب يحترم اتفاقية فيينا، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.
وأضاف ”بخصوص مسألة السفراء، بلادنا تحترم اتفاقية فيينا، التي تضبط جميع المسارات البروتوكولية المرتبطة بهذا المجال”.
وفي سياق مرتبط؛ قال بلاغ لوزارة خارجية المملكة المغربية، إن لجنة القدس الشـريف التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي يرأسها الملك محمد السادس تعرب عن ”إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصـى وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية، مما خلف عددا من المصابين”.
وأضاف أن المغرب يعتبر هذا ”الاعتداء الصارخ والاستفزاز الممنهج خلال شهر رمضان المبارك على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية، من شأنه أن يقوي مشاعر الحقد والكراهية والتطرف وأن يقضي على فرص إحياء عملية السلام في المنطقة”.
وتدعو المملكة المغربية؛ وفق نص البلاغ؛ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ”التدخل العاجل لوضع حد لهذ الانتهاكات والاعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى مقدساته”.
وقال البلاغ إنه بتعليمات من الملك ”تم تبليغ هذا الشجب والتنديد مباشرة إلى رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط”.