كيمية العياشي
أنا غنجي من الآخر ونقول لسي أخنوش:”المغاربة ما كيكلوش الخميرة” و”ذاكرتهم ليست مثقوبة”،كما أن فلاحا بالقرى النائية من المغرب العميق بات يعرف الحقيقة،ويعرف من تكون ولم جيء بك،ولاحاجة إذن في تزييف الحقائق،أو افتعال معارك وخلافات وهمية للتغطية عن فشلك في مواجهة المشاكل الآنية المطروحة.
نحن نعرف أنك ومن يشاركك الحكومة المحكومة مجرد “كومبارس سياسيين” لاعلاقة لكم بالسياسة،جيء بك وبالمتعجرف المغرور وهبي وثالثكم ،نزار بركة، لتصريف قرارات محددة، وفق أجندة محددة، في ظرفية سياسية وطنية وإقليمية ودولية محددة،انتهى الكلام.
فهل يجهل المغاربة أنك كنت من ساكني الحكومات،وكنت ووزراء حزبك تدير أهم الوزارات،بل كنت ذراع دفة القارب ؛تدير الحكومات في الوجهة التي يهواها صناع القرار الحقيقيون ؟!!
فكيف تأتي اليوم لتتبرأ من الزيادات الصاروخية في ثمن المحروقات من خلال اتهام شركائك السابقين بالمسؤولية عن تحريرها،وقد كان بإمكانك وقف ذلك القرار،أو على الأقل استنكاره؟
طيب،لنقل أنك لم تملك الجرأة،أو لم تكن واعيا بخطورة الأمر،وهذه إن صحت ستكون مصيبة أعظم،فما يمنعك اليوم وأنت رئيس حكومة مسندة بأمينين عامين يؤمران فيطيعان،أن تمارس الصلاحيات المخولة لك “المنصوص عليها في قانون حرية الأسعار والمنافسة،والمرسوم رقم 652.14.2 الصادر في فاتح دجنبر 2014″ ،ب”العودة إلى دعم الأسعار لكل المستهلكين”؟!!
الحقيقة،السيد أخنوش،أنك جزء من المشكلة،لأنك رئيس حكومة بعقلية تاجر،تدير الشأن العام وعينك على شركاتك،وهاقد قد انفضح أمرك،وعلمنا بالملايير التي جنتها شركاتك في ظل أزمة أتت على الأخضر واليابس،أدى ثمن آثارها المواطن البسيط،الذي اكتوى بنار الغلاء في كل شيء.
فما الذي يمنعك من اتخاذ موقف تضامني وطني إنساني،وتقنع شركاءك،محتكري المحروقات،بالتخلي عن جزء من الأرباح لصالح هذا الشعب الطيب،المغلوب عن أمره؟!!
ما الذي يمنعك ،وأنت رئيس الحكومة،أن تلغي ،أو تخفض حتى لا نطلب منك ما لا تستطيعه، من قيمة الضرائب التي تجبيها الدولة عن تجارة المحروقات؟!!
لم لا تؤخذ أموالا من الأغنياء وتعطيها للفقراء،من خلال فرض ضريبة على الثروة،وتتابع المتملصين من أداء الضرائب،أم أن فاتورة الأزمات تؤديها فقط الطبقة الممسحوقة؟!!
لم لا تتخذون قرارا وطنيا شجاعا بالتنازل عن قليل من امتيازاتكم وأجوركم الضخمة،لصالح الفقير والمعطل والمعدوم،خاصة وأن وجودكم كعدمه،بل أصبحتم عبئا على الشعب وسبب مآسيه؟
ألا يستحق هذا الشعب العظيم شيئا من التضحية؟!!
نقول لك وبالفم الملآن :”دير الحل أو ارحل”.
أنت مسؤول أخلاقيا وسياسيا عن إيجاد الحلول للمشاكل التي يتخبط فيها المجتمع،ولا نقبل تهريب النقاش حول الأزمة بافتعال نقاشات وصراعات سياسوية عقيمة،لا تطعم جائعا ولا تكسو عاريا،تهمنا وعودكم التي قطعتموها على أنفسكم؛ بتشغيل ملايين العاطلين،والزيادة في أجرة رجال ونساء التعليم وإدماج فئة الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد في الوظيفة العمومية،وتقديم الدعم المباشر للطبقات الدنيا من المجتمع.