قال أستاذ القانون الدولي العام بالأردن ، عمر محمود اعمر ، إن المملكة المغربية ، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس ، دأبت على جعل القضية الفلسطينية ضمن الاهتمامات الأساسية في سياستها الخارجية.
وأوضح محمود اعمر ، في مقال أوردته وسائل إعلام محلية اليوم السبت ، أن المغرب انخرط في كل المبادرات الجادة والهادفة لنصرة الحقوق المشروعة للفلسطينيين ، سواء على المستوى السياسي والدبلوماسي أو في المحافل الإقليمية والدولية.
وتتمثل محددات الموقف المغربي ، يضيف الأستاذ الجامعي ، في كون الدعم المستمر والتضامن الفاعل والموصول والجاد للمملكة المغربية ، بقيادة جلالة الملك ، لا تحكمه أية أجندة سياسية ، إضافة إلى أن موقف جلالته ثابت ولا يتغير وقد ورثه عن والده الملك الراحل الحسن الثاني .
وأشار في هذا السياق ، إلى مشاركة المغرب الفاعلة في الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة المنعقد هذا الأسبوع بعمان ، انطلاقا من الدور المحوري والفعال لجلالة الملك محمد السادس ، رئيس لجنة القدس ، في الدفاع عن المدينة المقدسة ، وكذا في إطار تأكيد المملكة على أن تغيير الوضع القانوني والتاريخي للأماكن المقدسة في القدس الشريف ، أمر مرفوض ومناف لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ولفت إلى أن المملكة المغربية تؤكد على أن القضية الفلسطينية هي في مرتبة قضية الصحراء المغربية ولن تتخلى عن دورها في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، وأن حلها وفق قرارات الشرعية الدولية من شأنه تفويت الفرصة على قوى الإرهاب والتطرف وأن المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني هي السبيل الوحيد للوصول إلى الحل المنشود والمتمثل في إقامة دولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر بمساهمة المغرب ، بتوجيهات من صاحب الجلالة ، بقوة في مسار الاعتراف بدولة فلسطين على مستوى الأمم المتحدة ، وذلك عبر تقديمه لدعم سياسي كبير في عده محطات هامة ومصيرية ومنها اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية ، في 14 أكتوبر 1974 ، بوصفها ممثلا للشعب الفلسطيني ، ومنحها الحق في المشاركة في مداولات الجمعية العامة ، وإقرار قرار الجمعية العامة رقم 177/43 ، في 15 دجنبر 1988 ، المتعلق بإعلان الاستقلال الفلسطيني واستبدال “منظمة التحرير الفلسطينية ” باسم فلسطين في منظومة الأمم المتحدة .
وينضاف إلى ذلك ، وفق المتحدث ، دعم المغرب طلب الرئيس الفلسطيني لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة ، في 23 شتنبر 2011 ، الأمر الذي أسفر عنه منح الجمعية العامة لفلسطين مركز دولة غير عضو لها صفة مراقب ، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ، بتاريخ 21 دجنبر 2017 ، القاضي بدعوة الولايات المتحدة إلى سحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.
كما استحضر الخطوات السياسية العملية المباشرة التي قام بها المغرب بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ، والتي تمثلت على الخصوص في توجيه رسالة ملكية من جلالة الملك محمد السادس ، إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر فيها جلالته عن انشغاله الشخصـي والعميق ، وعن القلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية إزاء الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إليها ، وتوجيه رسالة ملكية إلى الأمين العام للأمم المتحدة حذر فيها جلالته من تداعيات القرار الأمريكي.
ولفت إلى أن المملكة المغربية كانت دائما تتقدم الركب في كل مرة يتعرض فيها قطاع غزة أو الضفة الغربية لهجوم إسرائيلي ، حيث يتم تقديم المساعدات الإنسانية وتسيير جسور جوية تتضمن معدات طبية ومواد غذائية مهمة وإقامة مستشفى طبي وجراحي متعدد الاختصاصات في قطاع غزة.