محمد أسوار- الرباط
خلال السابع من شهر ماي الماضي، وضع السفير الألماني، روبرت دولغر، أوراق اعتماده سفيرا فوق العادة لألمانيا الإتحادية، لدى الملك محمد السادس، بعد أزمة غير مسبوقة بين الرباط وبرلين دام حوالي تسعة أشهر، في عهد المستشارة السابقة أنجيلا ميركيل؛ لكن خلفها، أولاف شولتز، الاشتراكي الديمقراطي و”السياسي الهادئ” كما يوصف؛ أعاد العلاقات المغربية الألمانية إلى سكة الصواب.
ويكشف السفير دولغر، في حديثه مع جريدة ”24 ساعة” الالكترونية، بعض الجوانب المرتبطة بدوره في الرقي بالعلاقات المغربية الألمانية، وأيضا مناسبة للحديث عن موقفه من نزاع الصحراء.
وفي هذا الصدد، قال روبرت دولغر، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالمغرب، إن العلاقات المغربية الألمانية، تشهد تطورا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح السفير الحديث التعيين، أنه ”يُحس بإرادة قوية من قبل المغرب من أجل تطوير علاقاته مع المغرب في جميع المجالات، سياسيا واقتصاديا وإجتماعيا وعلميا”.
وأضاف دولغر، ضمن تصريح خص به جريدة ”24 ساعة ”، قائلا: ” إنه تحدي بالنسبة إلي وأيضا زملائي في المغرب من أجل السعي نحو تحقيق ذلك”.
وشدد السفير على أن تطوير تلك العلاقات يمر عبر العديد من المؤسسات والجمعيات وفعاليات المجتمع المدني، التي تنشط في المجالات المذكورة.
وحول ملف الصحراء المغربية، أكد السفير الألماني أن ألمانيا الاتحادية تدعم ”مجهودات الأمم المتحدة، كما تُدعم المجهودات التي يبذلها المغرب”، من أجل إيجاد حل لهذا النزاع.
وأبرز دولغر أن التنمية الاقتصادية التي يوليها المغرب للمنطقة ”تثير اهتمامنا مما يعطي انطباعا على أن مبادرة الحكم الذاتي مبادرة جادة”.
وبخصوص مبادرة الحكم الذاتي، ذكر السفير الألماني بالرباط بأن ألمانيا تدعم كل مقترح جاد من أجل إيجاد تسوية للقضية.
وكانت برلين والرباط، قد اتفقتا منتصف شهر فبراير الماضي، على ”ضرورة استئناف التعاون”، و”إطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ” بين البلدين.
جاء ذلك بعد أ استدعت سفيرتها لدى ألمانيا على خلفية موقف برلين من قضية الصحراء المغربية.
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية ونظيرها المغربي في بيان مشترك، انّهما اتفقا على “تجاوز سوء الفهم” الذي توترت بسببه العلاقات بين البلدين على مدى أشهر العام الماضي، مرحّبين بعودة السفيرة المغربية إلى برلين.
وقال البيان المشترك إنّ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك اتفقا، خلال مباحثات عبر تقنية الاتصال المرئي، “على ضرورة استئناف التعاون ليشمل جميع المجالات”، و”إطلاق حوار جديد يهدف إلى تجاوز سوء الفهم الطارئ وكذا تعميق العلاقات الثنائية المتعدّدة الأوجهّ”.
وكانت العلاقات الثنائية المستقرة تاريخيا شهدت توترا، عندما قرّرت الرباط تعليق كلّ أشكال التواصل مع السفارة الألمانيّة في المغرب، في خطوة أتت رداً على انتقاد برلين لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء أواخر العام 2020.