أنس بنسودة
النقاش المفتوح اليوم بين الاستقلاليات والاستقلاليين صحي ومفيد ليس للحزب فقط ، ولكن للوطن ايضا ومن حقنا جميعا طرح مجموعة من التساؤلات التي يجب الاجابة عنها بهدوء وواقعية
اولا : اذا كانت فكرة تقليص مؤسسات الحزب كما قيل فيه خدمة للحزب ، وتقوية لتنظيماته فلماذا تم استثناء اللجنة التنفيذية من عملية التقليص ، بل وكان الاقتراح هو رفع عددها ، دون ان نعرف اسبابا مقنعة لذلك
اخر مؤتمر استثنائي للحزب ناقش تعديلين فقط الاول يهم معيار الترشيح للامانة العامة ، والثاني يهم اقرار ان اللجنة التحضيرية الوطنية للمؤتمر العام للحزب تتكون من جميع اعضاء المجلس الوطني ، فكيف يمكننا اليوم عقد مؤتمر استثنائي ب 27 تعديلا ، عوض الاتجاه الى مؤتمر عادي يمكن ان يعدل كما يشاء.
اللجنة التنفيذية لجنة لتنفيذ مقررات المجلس الوطني ، والمؤتمر العام للحزب ، وليست سلطة وصاية تفرض ماتريد ، وكما تريد.
التساؤل الموالي يهم مسألة العودة لاقرار دورتين لعضوية المجلس الوطني للترشح للجنة التنفيذية ، والسؤال هو لماذا رفض هذا المعيار حينما كان عدد من اعضاء اللجنة الحالية في مراحل انخراطهم الاولى بالحزب ، وهل نسي الجميع ان الاستاذ عباس الفاسي طلب علانية وبصورة استثنائية من المؤتمرين التصويت لفائدة الحاج حمدي ولد الرشيد ليصبح عضوا للجنة التنفيذية بتغيير بند اساسي من قوانين الحزب ، وليصبح اخرون اعضاء كذلك باللجنة التنفيذية وكانوا وزراء بنفس المنطق.
الم يقل الحاج ان البرلمانيين هم من يستحقون قيادة الحزب لانهم هم من يحصلون على النتائج ، فلماذا انقلب المنطق اليوم ضد برلمانيي الحزب الحاليين.
الم نسمع سابقا ومعنا الرأي العام الوطني ، ان الهدف هو تخليص الحزب من ” آل الفاسي ” ولو انها اشاعة كذب وبهتان لان من يعود لتاريخ الحزب ورموزه، وقادته سيجدهم من كل مناطق المملكة المغربية ، واليوم هل فعلا لايوجد منطق العائلة وبشكل مستفز وخطير في مؤسسات وهياكل الحزب خاصة اللجنة التنفيذية للحزب .
يقال مما تسرب ان هناك منطق تحدث به بعض اعضاء اللجنة التنفيذية وهو انهم هم من حققوا نتائج الحزب ولذلك يجب ان يستمروا في قيادة الحزب بدون تغيير ، ويمكن ان يضاف اليهم اربعة او خمسة اعضاء جدد ،والحال يا مناضلين ان من حقق هذه النتائج لستم انتم ،ولعل الجميع يتذكر حالات الاحتقان خلال مرحلة الترشيحات والتي عاد فيها الفضل لحسن تدبيرها للامين العام للحزب باعتباره ضامن وحدة الحزب ، والمؤتمن على خطه السياسي ، وثانيا لان المناضلات والمناضلين تعبؤوا من اجل الفوز بالانتخابات ، ولان الرأي العام استعاد الثقة في خطاب حزب الاستقلال من خلال خطاب مبني على المصداقية والواقعية والصراحة ، ونذكر من يحتاج الى تذكير لماذا لم تقدموا استقالتكم بجرأة خلال الولاية السابقة بعد هزالة نتائج الحزب انذاك ، وبالمنطق الذي تتحدثون به نقول لكم ولماذا ستغييرون مؤسسات الحزب وقد كان لعضواتها واعضائها نصيب مهم من نتائج الحزب ان منطقكم مهزوز ومفضوح مع كل التقدير والاحترام لكم جميعا .
الحزب دائما متجدد، ويحتاج الى دماء جديدة، وحزب الاستقلال لم يكن يوما وسيلة للابتزاز سواء الداخلي او الخارجي.
هذه التساؤلات يمكنها ان توضح الكثير من الامور التي تحاول جعل تعديلات الخلوة حلوة ، وهي في حقيقة الامر تعديلات خلوة مرة. الامضاء :انس بن سودة مع تحمله كافة الانتقادات “قشابتي واسعا” والقلب صافي واختلاف الرأي ظاهرة صحية للحزب والاختلاف لا يفسد للود قضية